ولد منصور .. قيادى اسلامى يحترمه الساسة لكنهم يحاربونه (صور)

مشاغب فى الثانوية ،ناشط فى المعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية، قائد فى الاتحاد الوطنى للطلاب والمتدربين الموريتانيين، متحمس لفكرة تأسيس حزب للأمة بداية المسلسل الديمقراطى، فاعل فى حزب اتحاد القوى الديمقراطية / عهد جديد، معجب برئيسه أحمد ولد داداه إلى اليوم، شريك فى تكتل القوى الديمقراطية وأحد أبرز مؤسييه، سجين لدى الشرطة، معتقل لدى الحرس، مطارد من قبل الحكومة، لاجئ فى أوربا، رئيس لحزب معارض ومرشح جدى للرئاسة، وقائد لأهم تحالف معارض داخل البلد.

محطات غير قليلة تقلب فيها القيادى بحركة الإخوان المسلمين محمد جميل ولد منصور (من مواليد 1967) منذ نشأته إلي اليوم، أكسبته الكثير من الأعداء، ومنحته الكثير من الأصدقاء داخل ساحة ظلت المكانة السياسية فيها حكرا على  وجهاء القبائل وكبار الضباط ورجال الأعمال وبقايا الأنظمة السياسية.

 

دخل القيادى بالتيار الإسلامى فى صراع مبكر مع المحيط السياسى الرافض للتيار الذى ينتمى إليه، وكان صدامه مع الحكومة عنوان مساره طيلة العقود الثلاثة الأخيرة، بينما ظلت لحظات الاتفاق محدودة ومحكومة بضوابط المشاركة الواعية، والحياد المدروس.

 

تدرج ولد منصور فى العملية السياسية من مستشار بالمجموعة الحضرية لعمدة منتخب عن احدى أهم دوائر العاصمة نواكشوط (عرفات)، قبل أن يحط بالبرلمان نائبا عن حزبه، فمرشحا للانتخابات الرئاسية عن التيار الذى ينتمى إليه بعد اتفاق العاصمة السنغالية دكار.

 

يتكلم ولد منصور العربية بطلاقة نادرة، ويصر على الحضور بالفرنسية متى كانت الحاجة لها قائمة، سياسى ماهر، وفقيه شغلته مجالس الساسة عن منابر المساجد، شغوف بالقضايا العربية أكثر من القوميين أنفسهم، حاضر فى مجلس القضايا الإسلامية بحكم العلاقة والتجربة، مهتم بالقضايا الإفريقية حد الهوس.

 

يتهمه بعض الإسلاميين ب"التساهل" حد "التفريط" لحرصه الزائد على الوسطية فى الطرح والشراكة مع الغير وانتقاء الخطاب الجامع والانحياز لآراء النخبة المتحررة من جيل الإسلاميين الجدد، ويتهمه غلاة المجتمع ب"التطرف" و"الحدة" – وفيها منها نصيب-، صارع التيار القومى أكثر من غيره داخل الساحة الجامعية وخارجها، ويصنفه السلفيون عدو للدين والفطرة وله في التيار السلفى آراء مكتوبة ومنطوقة، وينظر إليه العلمانيون كأحد ركائز "التشدد" فى المجتمع لسمته وخلفيته وانتمائه الفكرى، وتسلقه ألسنة الأرقاء السابقين لخلفيته الدينية ومواقفه السياسية وانتمائه الاجتماعى، وتتهمه السلطة وبعض أوساط حزبه بالمبالغة فى اثارة القضايا العرقية والفئوية وتعريض السلم الأهلى للكثير من المخاطر.

 

تمكن ولد منصور خلال العشرية الأخيرة من حجز مقعده داخل الصف الأول دون تعسف، حاور وفاوض وقارع وتنازل، وظل كماهو "اسلامى بنكهة عصرية"، ومعارض تكرهه السلطة أو الممسكين بها على الأصح، ويخشاه رفاقه داخل منظومة تتقلص حظوظ كبار الفاعلين فيها باستمرار ..