عامان من حكم الرئيس غزواني ...ماله وما عليه

إذا أردنا أن نكون موضوعيين في تقييمنا لهذه الفترة الزمنية يجب أن نذكر أولًا أن الرجل تولي الحكم في فترة زمنية جد صعبة؛ امتازت بانتشار إحدي أخطر الأوبئة العالمية علي مر الزمان وأكثرها فتكًا بالأرواح والاقتصادات القوية والضعيفة علي حد السواء ...

لذالك ليس من الإنصاف مقارنة هذه الفترة بمثيلاتها من الفترات الأخرى التي سبقتها وليس ذالك نسعي إليه في هذه السطور...

لكن كل ذالك لا يمنعنا كمهتمين بالشأن العام من إعطاء بعض الملاحظات العامة حولها (دون تملق أو نفاق أو تنمر ) ، فمأمورية الرئيس الأولى قد انتصفت أو كادت وتحددت أهم معالم حكم الرجل .......

وفي هذا الإطار نذكر دون إطناب بعض جوانبها الإجابية و تلك التي ظهر لنا أنها لم تكن كذالك:

أولًا : نجح الرجل في خلق جو من "التعايش السلمي السياسي" إن صح التعبير بين النظام والمعارضة ،أدى إلي نزع فتيل ذاك الاحتقان الذي كان قائما إبان حكم سلفه.... وهو ما انعكس إيجابا علي الجو السياسي العام بخلق مستوي معين من التوافق و العمل المشترك بين مختلف الأطراف السياسية في جو من الهدوء التام وصل في بعض المراحل حد الركود السياسي ....

ثانيا : تميزت هذه الفترة بتدخلات مهمة في جانبها الاجتماعي لصالح بعض الفئات الهشة ( حتي وإن بدت هزيلة وغير مهمة في نظر ميسوري الحال ...لكنها تبقي في نظر من تلقوها من الفقراء مهمة إلي حد ما) نذكر منها علي سبيل المثال:

- مساعدات مادية لبعض الأسر المحتاجة
- تأمين صحي لمائة ألف مواطن ،
- زيادة رواتب المتقاعدين وبعض الموظفين .....وغير ذالك

ثالثًا : حافظت سفينة الاقتصاد الوطني علي تماسكها واستقرارها وتعدد مواردها في حين عصفت الموجات المتوالية للجائحة بالعديد من الإقتصادات وخاصة الضعيفة منها مع ترنح واضح لتلك القوية منها ...

رابعًا: لم يتمكن الرجل بعد من التخلص من إرث "الدولة العزيزية" وبعض رجالاتها ولعله لا يريد حسب ماذكر في مقابلته الأخيرة مع France-24 وهو ما أثر سلبًا علي هذه الفترة وتسييرها وخلق مستوي معينًا من تذبذب الولاءات لدي بعض المتلونين سياسيًا... وأدي ذالك في المحصلة إلي إعاقة تطبيق برنامج الرئيس الانتخابى وسيدرك هو نفسه لاحقا أن البعض منهم ليس أهلا لتلك الثقة ...لكني أخشي أن يكون الوقت حينها قد فات....

خامسا : تواصل بشكل واضح مسلسل التدوير السياسي لبعض أوجه الفساد التي أهلكت الحرث والنسل وأصبحت ممجوجة لدي الرأي العام الوطني ،كما لم يحدث أي تغيير في شكل و مضمون المحاصصة الأسرية والعرقية القديمة والتي بقيت للأسف علي ماهي عليه دون تغيير يذكر...

سادسا : لم تحدث بعد قطيعة مع الماضي في ما يتعلق في بالإهتمام بالكفاءات الوطنية من ذوي التجربة وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل منها خاصة من أصحاب الأيادي النظيفة... بل بقي النظام الحالي وفيًا لعادات أسلافه في ضعف الإهتمام بهذه الفئة لصالح المحسوبية....

وفي الأخير نتمني في مابقي من مأمورية الرئيس أن يتغير ذالك سريعا لمصلحة الوطن وأن يوفق في الوصول بسفينة البلاد إلي بر الأمان من خلال إحداث تغيير جذري وحقيقي يلامس تطلعات المواطنين ويحسن من المستويات المعيشية لجميع الموريتانيين.

الدكتور محمد ولد محمد العاقب