شهد المهرجان الذي نظمته روابط العلماء والأئمة بموريتانيا مساء اليوم الجمعة بساحة مسجد ابن عباس بالعاصمة نواكشوط، حضورا ضعيفا بالمقارنة مع أي نشاط جماهيري سابق يدعوا لتنفيذ حكم الإعدام على كاتب المقال المسيء محمد الشيخ ولد أمخيطير.
واقتصر حضور المظاهرات التي دعت لها الروابط الإسلامية على توافد المئات من المصلين بعيد انتهاء صلاة الجمعة من المسجد السعودي تتقدمهم ثلاث سيارات صغيرة لا تحمل مكبرات صوت، وسيتوسط المشاركين في التظاهرة أحد الشباب يحمل "بوقا" صغيرا يدعو للمشاركة في التظاهر والدعوة لإعدام كاتب المقال المسيء.
عند خروج المتظاهرين من المسجد السعودي لقوا انتشارا أمنيا مكثفا على طول الشارع الذي يمر من بوابة المسجد باتجاه وزارة الداخلية، حيث طوقت قوات الأمن الشارع وأمرت المشاركين في التظاهرة بالتوجه نحو شارع جمال عبد الناصر، وهو ما انصاعوا له بسرعة ليتوجهوا نحو المنصة بساحة مسجد ابن عباس.
وصل المتظاهرون للساحة ووجدوا المنصة خالية إلا من بعض المنظمين وفنيي الصوت.
لم يمضي وقت طويل حتى وصل الأمين العام لرابطة العلماء الموريتانيين الشيخ حمدا ولد التاه، في سيارته الشخصية، وبدأ بقية العلماء والأئمة التوافد على المنصة، ليفتتح رئيس رابطة حفاظ موريتانيا الشيخ ولد صالح الحديث أمام الجماهير مشددا عن ضرورة قتل الكاتب المسيء، ومطالبا بتطبيق حكم الله جزل وجل بحقه.
وأثنى ولد صالح على الخطوة التي اتخذتها الحكومة بتعديل المادة "306"، وسط هتافات الجمهور والتهديد بالانسحاب ما لم يترك الثناء على النظام في قضية كاتب المقال المسيء.
وبدوره طالب الأمين العام لرابطة العلماء الموريتانيين حمدا ولد التاه بقتل كاتب المقال المسيء، مؤكدا أنه لا بد من أن يقتل، ولا يمكن أن يحكم عليه بغير ذلك.
وظل الجمهور يهتف بين الكلمتين بإبعاد المنصة عن الثناء على الرئيس والحكومة، مطالبين العلماء والأئمة الحاضرين بالتمسك بالشرع وقول الحق والابتعاد عن تسييس قضية كاتب المقال المسيء.
وبعد انسحاب أعضاء الروابط الإسلامية بقليل حاولت مجموعة شبابية التجمهر وتسيير مسيرة راجلة قبل أن تصل قوات من الشرطة وتطلق القنابل المسيلة للدموع وتفرق الشباب بالقوة.