بعد نامبالا: ينبغي الإشادة بدور القوات الخاصة المالية (*)

قبل أسبوعين هاجم "جهاديون" مسلحون معسكرا عسكريا بمدينة نامبالا، وتسبب الهجوم في مقتل جنود ماليين، وإصابة آخرين بجروح. بعدها بأيام تلقى رئيس الجمهورية المالية رسالة سريعة مفادها أن القوات الخاصة المالية ألقت القبض على زعيم حركة أنصار الدين بماسينا، وهو ما اعتبره غالبية الماليين نجاحا يستحق الإشادة والتنويه.

وقد تشكلت لجنة لمطاردة منفذي هجوم نامبالا، روعيت فيها معايير التراتب السلمي، وظهرت بسرعة مع قوات الدفاع والأمن المالي.

وقد تناهت إلى أسماعنا أياما بعد ذلك أنه تم القبض على المسؤولين عن تنفيذ الهجوم المميت، ومن بينهم: محمود باري، إلياس أبو يحيى زعيم الكتيبة، وقد ألقي القبض عليهما بين منطقتي دوكوفري ونامبالا بولاية سيكو.

وإذا كانت الآراء في الغالب تتركز على الأحداث التي تشهدها البلاد، فإن إلقاء القبض على أبو يحيى من طرف مجموعة مكونة من قوات مسلحة، وحرس، وعناصر من قوات حفظ النظام المالية، جلب اهتمام المراقبين.

ويدرك العديدون في مالي أن قوات الدفاع والأمن حبيسو وضعية صعبة. ورغم الذم والانتقاد الموجه لهذه القوات، إلا أنهاتواصل تقديم تضحياتها.

وكثيرا ما يستغل البعض اللحظات الصعبة لمثل تلك الحالات، وهو أمر مؤسف بالنسبة لأمة قفزت في حرب، وتحاول رفع التحديات.

وهذا يعني أنه إذا كانت مالي وقواتها قد وقعتا في حرب، فإن جميع أبنائها يدفعون الثمن.

وفي الواقع فقد حان الوقت أن يتساءل كل واحد منا عن المستقبل، وأن يضع الثقة في الجنود الموجودين بالجبهات، وهم بحاجة إلى التحفيز أكثر من الإزعاج، فمثل هذه الفرص لا يتحينها إلا الأعداء.

ولعل المفارقة تكمن في أن البلد لا يزال يسير نحو الديمقراطية، والبعض يطلق التهم ضد قوات الدفاع والأمن الموالية، بل إنهم يذهبون أبعد من ذلك، ويتهمونهم بالتعاون مع الإرهابيين ومهربي المخدرات، وحين يقتل أحد الإرهابيين أو يعتقل ينكرون ذلك، وهو ما يدفع أحيانا للتشكيك أحيانا في وطنية البعض.

إن المواقف المنتظرة منا جميعا - رجالا ونساء - هو تشجيع قواتنا المسلحة بمختلف مكوناتها، أما تحين الفرص فلا يقوم به سوى الأعداء.

(*) مريم كيتا / ترجمة زهرة شنقيط