هل شرع كريم واد فى رسم ملامح مستقبل جديد للجارة السينغال؟

اقتحمت حشود جماهيرية تتكون من أكثر من ستين عضوا من إحدى لجان الحزب الديمقراطي السنغالي يترأسها المدير دودو واد، وكانسو بالي انداي، اقتحمت منزل عباس عبد القادر امباكي.

وقد حضر المتحدث باسم الحزب بوبكر كي، الذي جاء في زيارة تضامن وصداقة رفقة الابن الأصغر لعباس عبد القادر.

وهي كانت مناسبة لتقديم التعزية أيضا لسيدي المختار امباكي في وفاة إحدى زوجاته، فالزيارة "ليست سياسية" يقول مضيف الشيخ عباس.

"أنا جئت في زيارة لعباس عبد القادر بمناسبة ليلة القدر، وفي سياق استمرار الحداد على وفاة إحدى زوجات الخليفة العام للمريدين، ولكن الزيارة تأتي كذلك في سياق سياسة التخفيف، إثر إطلاق سراح كريم واد. وهو إطلاق السراح الذي أعلن الخليفة العام للمريدين والمتحدث باسمه، وكذا كل مجموعة المريدين، عن تقديم أجسادهم وأرواحهم في سبيل تحقيقه.

فالزيارة إذا يمكن القول إنها ثلاثية الأبعاد. ويرتبط البعد الأول أساسا بالواجب الإسلامي في تقديم التعزية للخليفة العام للمريدين والمتحدث باسمه. والثاني يتعلق بإبداء الرضى بعد إطلاق سراح كريم واد.

أما البعد الثالث فيتمثل في أن الحزب الديمقراطي السنغالي، عبر هنا في توبا عن عميق تضامنه، وهو بعد شخصي يعبر عن تعزيز العلاقات التي بدأت تربط بيني وعباس عبد القادر".

 

ليس من حق وزارة العدل الاعتراض

 

وردا على سؤال وجه له من طرف كريم واد، رحب بوبكر كي بالمبادرة دون تقديم الأسباب.

وكان كريم واد قد دعا عبر الهاتف جميع المتعاطفين، والشخصيات السياسية، والمسؤولين بالحزب، وحركات المساندة، التي قدمت عن كامل الاستعداد للتضحية بالروح والجسد في سبيل التحرير الكامل لكريم.

 

وهذا يؤشر على أن كريم بصدد رسم ملامح غده، من خلال "إنبات بذور الاتفاق سعيا إلى البناء الجماعي للدولة".

 

وبخصوص الأهداف الحالية للحزب الديمقراطي السنغالي، فإن بوبكر غي يصر على أنه من الآن فصاعدا ينبغي العمل من أجل الفوز أولا في الانتخابات التشريعية، والحصول على أغلبية ساحقة في الجمعية الوطنية، والاستعداد للفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2019.

 

وهذا هو ما يعكس توجه الحزب من خلال مؤتمره الأخير، وحتى الآن لا يبدو في الأفق القريب مؤتمر آخر جديد يمكن من خلاله العمل على إجراء بعض التغييرات، وبالتالي فإن الانتظار يظل سيد الموقف حتى حلول عام 2017 أو 2019 لمعرفة ما إذا كانت المشاركة في الانتخابات ستتم أم لا.

 

وحينها سيتقرر أيضا من سيرشح الحزب لخوض الاستحقاقات، إذ ليس من حق وزارة العدل البت في من يحق له الترشح ومن لا يحق له ذلك. أو بعبارة أخرى، فإن ابن مدينة "كافرين" يبقى ـ حتى إشعار آخر ـ  المرشح الأوفر حظا لدى الحزب.

 

 

"المحكمة السياسية"

 

بالنسبة للائحة من 24 مسؤولا سياسيا، متهمين بالتورط في ملف كسب أموال غير شرعية، قال بوبكر غي إن الحزب الديمقراطي السنغالي لا يرى ضررا بأن تتم إعادة النظر في الحسابات، ولكنه سيبصق في وجه محكمة الجرائم الاقتصادية والصناعية، والتي بالنسبة له ليست سوى محكمة سياسية.

 

وأضاف غي أنه يتمنى أن لا يتم اللجوء إلى ذلك، في إطار هذه المؤسسة التي تبدو غير دستورية، جائرة، مشيرا إلى أن كريم واد كان مثالا جليا على جور المحكمة.

 

وقال غي إنه يعتقد أنه تنبغي إعادة النظر في الحسابات لكن ليس من خلال هذه المحكمة الجائرة، والتي تعتبر محكمة سياسية، مؤكدا أن الحزب الديمقراطي السنغالي لن يغير قيد أنملة اعتباراته وتصوراته بخصوص المحكمة، أما بخصوص التصريحات الأخيرة لزعيم الليبراليين إدريس سك، فإن بوبكر غي يرى أن "توبا" ليست الرابط المحدد لتقديم إجابات سياسية لاعتبارات سياسية.

 

وكان وفد من الحزب قد دعي لعشاء فاخر من طرف الشيخ عباس عبد القادر، والذي تمنى أن يدوم السلام الاجتماعي الفرقاء السياسيين.

-----------

نقلا عن دكار آكتى / ترجمة زهرة شنقيط

للإطلاع على التقرير من مصدره اضغط هنا