أشبال موريتانيا للمغرب : لن ينفعكم الفرار

شكل رفض الجامعة المغربية لكرة القدم لمشاركة موريتانيا فى دورة شمال افريقيا (ايناف) رسالة بالغة السلبية، بحكم موافق مجمل الدول، ورغبة الاتحادية الموريتانية لكرة القدم فى تعزيز العلاقة بالمحيط الإقليمى، واللعب مع المنتخبات العربية ضمن مجمل المنافسات القارية.

 

المغرب عللت رفضها بتصنيف موريتانيا ضمن دائرة دول غرب افريقيا، وهو تبرير منطقى من الناحية الكروية، لكنه غير جديد بالمرة وقد لعبت خلال السنوات الأخيرة مع "ايناف" بحكم غياب أي بطولة مشابهة فى الغرب الإفريقى خصوصا للفئات السنية (أقل من 17 سنة وأقل من 15 سنة).

لكن مجمل المتابعين للبطولة رأو فى الرفض المغربى محاولة لتجنب منتخب شاب، تمكن خلال مشاركته الأخيرة فى دورة "ايناف" بالرباط من قهر المنتخب المغربى، وفرض نفسه بطلا للدورة، وهو مالم تستوعبه الشقيقة الرباط.

 

لكن سوء الطالع حمل المغرب إلى موريتانيا فى مواجهة رسمية هى الأولى بعد قرار دول شمال افريقيا الأخير، حيث سقط المنتخب المغربى فى مواجهة مبكرة مع المنتخب الموريانى بفعل القرعة غير الرحيمة بكبريائه، وهو ما اعتبرته نواكشوط هدية يجب استغلالها بكل السبل من أجل الإنتقام من المنتخب المغربى الذى حاول تفادى أشبال المنتخب الموريتانى، وفرض حصار كروى ظالم.

 

وبغض النظر عن مآلات الأمور فى الرباط فقد أظهرت المباراة الأولى أن الحماس والإرادة أقوى من التاريخ والخبرة والوسائل، وأن أشبال "الرياض" و"تيارت" و"توجنين" ونواذيبو أقوى من محترفى المغرب الوافدين من "كندا" و"أسبانيا" وفرنسا" وهولندا"، وأن الفرار من المواجهة لايضمن السلامة كل مرة.

 

لقد كانت مباراة البارحة بمثابة الاختبار الأول للمدرب الشاب سيد أحمد ولد تكدى، والمدير الفنى "ألويس"، لكنها كانت فى بعض تفاصيلهلا مباراة انتقامية لنخبة شبابية تدربت من أجل المشاركة فى بطولة "ايناف" قبل أن تمنعها شروط المغرب واشتراطاته.

لقد حاول المغرب خطف الفوز من نواكشوط فى الشوط الأول، ولعب منتشيا بطاقاته الشابة ، لكن رفاق "اسلم ولد عبد الرحمن" (قائد المنتخب) كانت لهم رؤية أخرى لما يجب أن يحدث، لقد قاتلوا بشجاعة، وامتصوا حماس المغرب بل قهروها بهدف نظيف فىالشوط الثانى، لم يستوعبه الكبار خارج أرضية الملعب، وكان وقعه على الصغار أقوي وأدهى رغم محاولة التعويض فى آخر عمر المواجهة.