بعد قرار الرئيس .. الشيوخ يقررون التصعيد ضد الحزب الحاكم بموريتانيا

دعا بعض أعضاء مجلس الشيوخ الموريتانى للتصعيد ضد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بتهمة الإساءة للغرفة البرلمانية، والتقليل من دورها فى الحياة العامة واتهامها بعرقلة العمل الحكومى، والتهجم عليها فى وسائل الإعلام العمومية والخاضة.

وقالت مصادر بمجلس الشيوخ لموقع زهرة شنقيط إن فريقا قويا من أعضاء المجلس يعتبرون أن تصريحات الوزراء الأخيرة كانت إساءة بالغة التأثير للمجلس، وتقويضا لمصداقية مؤسسة مهمة فى الشارع الموريتانى، ومسا من كرامة أعضائه الذين يمارسون الآن المهامهم المناطة بهم وفق دستور البلاد.

 

وكان الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز قد اعلن فى مقاطعة النعمه بالحوض الشرقى عن عزمه التقدم بمقترح يتم بموجبه الغاء الدستور، وبرر الأمر بأنه حاجة محلية لأن المجلس بات عقبة فى وجه العمل الحكومى، مقللا من قيمته التشريعية ومؤكدا استبداله بمجالس جهوية.

 

ويحمل بعض أعضاء المجلس بعض معاونى الرئيس مسؤولية القرار، لكنهم تجنبوا المواجهة معه، واختاروا التصعيد ضد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم الذى اطلق حملة لتبرير مواقف الرئيس وشرحها داخل العاصمة نواكشوط خلال الفترة الأخيرة.

 

ويرى الفريق المناوئ للخطاب أن الحزب يضع نفسه فى مواجهة القانون، وأنه أخل بالالتزام الذى منح على أساسه الترخيص مما قد يعرضه للحل من قبل الجهات المعنية، بحكم مسه من دستور البلاد والمؤسسات الدستورية المنبثقة عنه، وهو شرط أصيل يجب احترامه من قبل كل الأحزاب السياسية فى موريتانيا.

 

وتبارى عدد من الكتاب والأساتذة والنشطاء إلى الإشادة بالمتقرح المتوقع تقديمه للحوار من أجل الغاء المجلس، معتبرين أن المجلس عقبة فى وجه الفعل الحكومى، وإن الأسلم هو الغائه كما اعلن الرئيس.

 

ولم يصدر أي بيان لحد الساعة عن المجلس أو الفريق المناوئ للحزب الحاكم من داخله، لكن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات فى ظل صراع قوى داخل النخبة الحاكمة بموريتانيا.

ويشكل اللجوء إلى القضاء أحد الخيارات المتاحة أمام المجلس، لكن رفض التعاون مع الحكومة قد يكون الخيار الأكثر تداولا بين أنصار الطرح الرافض للإساءة والتهميش والحل.

ويشعر الشيوخ بمرارة كبيرة جراء التهجم عليهم من قبل الرئيس فى خطاب تلفزيونى، والتلويح بالغاء المجلس، وعدم ذكر أي إيجابية له، رغم أنه غرفة تضم نخبة المجتمع الموريتاني وأبرز الفاعلين فى الساحة المحلية، وساير الرئيس من أول أيامه فى الحكم.