
في الخامس والعشرين من يونيو 2022 أنهت الحكومة الموريتانية رسميا الأشغال في الخط الرابط بين مدينة تمبدغه بالحوض الشرقى ومدينة لعيون بالحوض الغربى، وسط فرحة عارمة بين سكان المنطقة، بفعل عقود المعاناة الماضية، جراء شح المياه وملوحة المتوفر منها في بعض الأحيان.
غير أن سكان "حاسى السالك" الذين أختار القائمون على المشروع قريتهم الوادعة شرق اعوينات أزبل لبناء محطة الضخ الرئيسية في المنطقة، كانوا خارج حسابات القطاع المكلف بالمياه والجهات الإدارية، رغم كثافة سكان المنطقة وتضررها من نقص المياه وملوحة مياه الآبار التقليدية، وهو ماولد حالة من الغضب غير المسبوق داخل صفوف السكان، رغم أنها ظلت محكومة بضوابط الأطر القانونية، بعدما خذلهم الجميع ، وتركوا في مواجهة النسيان.
مضت الأشهر الأولى على قساوتها بشكل هادئ، حيث يغادر سكان القرية كل صباح نحو "اعوينات أزبل" (عاصمة المركز الإدارى" من أجل جلب براميل المياه على عربات الحمير، بعدما أستفاد سكان "اعوينات أزبل" و"أم لحبال" و"أكجرت" من الشبكة التي أختير "حاسى السالك" كقاعدة تحكم في مسارها ( محطة الضخ الرئيسية والوحيدة على طول الطريق).
غير أن الظروف القاسية دفعت شبان المنطقة إلى التظاهر وقطع طريق الأمل قبل سنتين، وهو ماقاد لاحقا إلى تدخل مباشر من الأجهزة الأمنية، وذلك عبر القمع الشديد للمتظاهرين واعتقال العشرات من أجل انهاء الحركة الاحتجاجية.
لاحقا تحركت وزارة المياه من أجل حلول جزئية للموضوع، عبر تخصيص حنفية صغيرة عند المنبع (المحطة) لبيع المياه للعاملين على عربات الحمير من أجل تزويد القرية بالماء الصالح للشرب.
يثمن سكان المنطقة تلك الخطوة على محدوديتها، لكنهم يعتقدون أن الوقت قد حان لإنهاء الوضعية غير الملائمة لسكان "حاسى السالك" وربط شبكة أظهر بالشبكة المحلية، كما هو حال "اعوينات أزبل" وبقية القرى المستفيدة من المشروع على طريق تمبدغه لعيون.
ويعتقد الهيبه ولد لخلاكه – وهو أحد وجهاء المنطقة والفاعلين فيها- أن زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى المنتظرة يجب أن تسبقها إجراءات عملية لحل الأزمة، مذكرا بمجمل الوعود التي أطلقها عدد من أعضاء الحكومة وحزب الإنصاف الحاكم خلال المسار المحضر للانتخابات الرئاسية الماضية، والانتخابات الجهوية و التشريعية والبلدية قبلها.
ويبلغ عدد سكان حاس السالك حوالي 1500 شخص، بينهم 550 باتوا على اللوائح الانتخابية منذ 2018، وهو من أكبر مراكز التصويت بالمجلس المحلى، ولدي الفاعلين فيه حضور بالغ التأثير في مجريات العملية السياسية المحلية.
.jpg)










