
أثار خروج الآلاف من سكان منطقة كوش بولاية الحوض الشرقى (مقاطعتي عدل بكر وأمرح) لاستقبال وزير الصيد الفصيل ولد سيداتى ضجة كبيرة فى وسائط التواصل الإجتماعى وأروقة المجالس المحلية بالولاية، بين منبهر بحجم الاستقبال وبين مستغرب للاستعراض وتوقيته.
وقد تضاعف الجدل بفعل خفوت الأصوات المناوئة للرجل داخل المنطقة على محدودية الموجود منها ، وظهور أصوات من خارجها تعتبر المشهد تقزيمًا لغيره من أعضاء الحكومة وأطر المنطقة، ومحاولة للإستقواء بالشارع فى لحظة غير سياسية بالمرة ، والبعض فيها يطلب الراحة والتواري عن الأنظار، محاولا تنفيذ توجيه الرئيس دون تحمل ضريبة الحضور بين الأهل والجيران.
غير أن العارف بالساحة المحلية يمكنه الخروج ببعض الرسائل الجلية من حشد الجمعة الذى شكل لحظة استثنائية بالحوض الشرقي .
ولعل هذه أبرز الرسائل ؛
1- التأكيد على الدور السياسى للرجل بمنطقة كوش ، والمكانة الشعبية التى يحظى بها الوزير الفضيل ولد سيداتى داخل مجمل المجالس المحلية، وعمق الحاضنة الشعبية التى يستند عليها قبل التعيين وبعده ، فهو وزير سياسى بالدرجة الأولى ، وعضو فى الحكومة قادم من البرلمان بعد دورتين متتاليتين ، وليس مجرد خبير قذفت به الإرادة السياسية لواجهة قطاع يعرفه، كما هو حال بعض أقرانه.
2- حسم معركة الصدارة فى منطقة بالغة التأثير فى مجريات السياسة الوطنية ، ورد عملى ميداني على بعض الحركات التى يقوم بها بعض أقرانه منذ فترة فى بعض مجالس العاصمة نواكشوط وصفحات التواصل الإجتماعى، والظهور بمظهر القائد الفعلى للحلف الأكبر بالمنطقة ، بعدما اتفقت مجمل الأطراف المحلية على قيادته للمشهد المحلى خلال السنوات الأخيرة.
3- التأكيد على اتساع وثبات شعبية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بأمرج، من خلال حجم المنجز فى عهده للمقاطعة عبر معاونيه، وعدم تضرر الحضور الطاغى للسلطة فى المشهد المحلى، بخيار فلان أو علان. ليؤكد الفضيل واد سيداتى دون أن ينطق ذلك بأن أمرج تدار بشكل هادىء ، بغض النظر عن مواقف شخصية لبعض أبنائها أو اجراءات قضائية يرفضون التدخل فيها.
4- كما أن أنصار الرجل داخل منطقة كوش، وهم يشاهدون صور استقبالات الوزراء المحدودة من بعض كبار السن والأقارب المباشرين داخل المنازل ، أختاروا أن يمنحوا المشهد شكلًا مغايرا، وذلك من خلال ظهور وزير تنتظره الجماهير وتلتف حوله رغم الأمطار الغزيرة ، بعدما تحول مع شقيقه المدير الإدارى لوزارة المياه العالم ولد سيداتي وبعض قادة حلفه من نواب وعمد وأطر إلى حاضنة لأحلام العديد من أطر المنطقة، وفقراء كوش، مكافحا وهو نائب فى البرلمان عن حقهم فى المياه والكهرباء والسدود، وحاملا مشعل حل مشاكل الجيل الشبابى المتعلم وهو عضو فى الحكومة، مع صلة مباشرة بكل وافد من الداخل لغرض العلاج ، أو باحث عن تمويل مشروع محلى، أو مسلم يرجوا وصال من تصدر من أبناء المنطقة فى عهد الحكم الحالى، أو صاحب مزرعة يبتغى تسييجها، أو نقطة صحية يريد لها التجهيز، أو مبادرة تحتاج للدعم والإسناد.
لقد كانت رسائل الأمس بالفعل ناطقة، وكانت تداعياتها السياسية خارج المقاطعة أكبر وأكثر تأثيرا، مع العبء الأخلاقى الذى ستضيفه على كاهل الوزير وصحبه، وهم يشاهدون مشهد الخيول والطبول والطوابير الطويلة، ويستمعون للهتافات والزغاريد الممجدة للرئيس ، بعدما منح الفضيل ولد سيداتي فرصة تمثيل المنطقة فى التشكلة الوزارية بعد سنوات من تمثيلها فى البرلمان بأصوات داعميه.
(*) زهرة شنقيط





.jpg)










