هذا ما قاله رئيس الجمهورية قبيل انطلاق الحملة الانتخابية

قال الرئيس محمد ولد الغزواني إن الهدوء الذي طبع الساحة السياسية طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، والاختلاف في ظل الاحترام، والتباين في المواقف دون تشنج، كان تعهدا شخصيا منه، والتزاما قطعه على نفسه، مردفا أن هذا الهدوء يشكل "مكسبا يلزمنا جميعا أن نحافظ عليه".

ونوه ولد الغزواني في رسالة وجهها إلى الأحزاب السياسية في البلاد بمناسبة افتتاح الحملة الانتخابية التشريعية والجهوية والبلدية بأهمية الانتخابات المرتقبة في البلاد، ووصفها بأنها "عتبة محطة بالغة الأهمية في تجربنا السياسية المعاصرة.. حيث يجد شعبنا فرصته كاملة غير منقوصة ليقول كلمته، ويختار إداراته المحلية، وسلطته التشريعية، كما اختار من قبل سلطته التنفيذية في محطة سابقة بكل حرية وشفافية".

وأشار ولد الغزواني في الرسالة الأولى من نوعها، والتي وصلت عددا من رؤساء الأحزاب إلى أن الاستحقاقات الانتخابية محطات مفصلية في مسيرة الشعوب على درب تنمية وعيها السياسي، وترسيخ تجربتها الديمقراطية، وتحسين حكامتها، وتعزيز ثقتها بمنظومتها المؤسسية. فهي بفعل ما يلمسه المواطن خلالها عمليا من قيمة صوته وتأثير موقفه تقوي إحساسه بالانتماء لهذا الوطن، وبالمسؤولية عنه وتعزز استعداده للإسهام بفعالية في مجابهة كل التحديات الوطنية.

وشدد على أن هذه الاستحقاقات تشكل "استثناء لم يتقدم له نظير في تاريخ البلاد، فهي أول انتخابات تجرى بتوافق تام بين كل القوى السياسية، يؤسسه إجماع موثق على قواعدها وأسس تسييرها".

وشكر ولد الغزواني كل "القوى السياسية وكل الفاعلين على ما طبع تعاطيهم من إيجابية ونفس توافقي، ونضج في الطرح والتزام بالمصلحة العامة ومرونة في النقاش"، معتبرا أن "ما تحلى به الجميع من انفتاح ومسؤولية وتغليب للمصلحة العامة، هو الذي أسس لما نشهده اليوم من تسيير توافقي للعملية الانتخابية في جميع مراحلها".

وأضاف أن هذا الانفتاح والمسؤولية وتغليب المصلحة العامة "شكل طيلة السنوات الماضية دعما قويا لقدرتنا على الصمود وعلى اجتياز الأزمات الحادة التي طال تأثيرها الهدام العالم بأجمعه، كوباء كوفيد 19، وتداعيات الأزمة الأوكرانية حيث تمكنا من إبقاء تأثير هذه الأزمات في أدنى الحدود الممكنة، بالتخطيط محكم، وترتيب للأولويات، وترشيد للموارد، وبكفاءة الحكومة في تدبير الملفات الكبرى، والتعاطي الفعال مع الانعكاسات الأكثر حدة لهذه الأزمات".

وأكد ولد الغزواني أن الهدوء السياسي الذي تعيشه البلاد "بذلت جهود كبيرة لتحقيقه أولا، وللمحافظة عليه ثانيا"، مشددا على أنه "ما كان ليتم لولا استعدادكم وتجاوبكم جميعا، ومساهمتكم الفعالة في ترميم ما أفسدته الأجواء المتوترة والمشحونة التي سادت ساحتنا السياسية خلال مراحل سابقة".

ودعا ولد الغزواني إلى صيانة هذا الهدوء السياسي، وخاطب الأحزاب السياسية قائلا: "فلنختلف باحترام، ولنعبر عن تباين آرائنا برقي، ولنتنافس بقوة لكن في إطار من المسؤولية الأخلاقية والالتزام الأدبي".