تحالف المختار ولد أجاي يكتسح مكطع لحجار دون مغاضب أو معارض /تقدير موقف

شكل إعلان حزب الإنصاف الحاكم لمرشحيه خلال الأيام الأخيرة، رسالة تأكيد بالغة الوضوح عن الدور  المتنامى للوزير السابق المختار ولد أجاي فى الحياة السياسية، والحضور اللافت للرجل بولاية لبراكنة خصوصا، بعدما منحته الجماهير 2013 و2018 التفويض اللازم  لتغيير الخارطة السباسية المحلية بمكطع لحجار، واعادة ضبط الأدوار وتوزيعها بين النخب السياسية المتحالفة معه أو المناوئة للحلف الذى أسس وقاد (حلف المسار).

التجديد لرئيس جهة لبراكنه وثلاثة من عمد المجالس المحلية المحسوبة عليه، وأحد نواب الجمعية الوطتية عن دائرة مكطع لحجار ورأي حاسم فى النائب الآخر، مع حضور بمقاطعة مال الوليدة، وحسم الزعامة بمقاطعة آلاك لصالح حلفه. دون امتعاض معلن أو استقالة رئيس خلية حزبية على عموم المقاطعة.

يمتلك الرجل حلفا آلت إليه كل المناصب الحزبية فى آخر انتساب للحزب الحاكم (القسم والفروع الأربعة لحزب الإنصاف) ، ويبدو أن الواقع القائم لصالحه بشكل كبير، مما قد يمنحه فى المستقبل فرصة أكبر فى الحياة السياسية، فى ظل وعد من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى بإعادة الإعتبار لكل الذين غادروا مواقعهم أيام إحالة ملف العشرية إلى القضاء من طرف الشرطة الوطنية، إذا تمكنوا لاحقا من إثبات البراءة أمام الجهات القضائية، وهو ماتم بشكل واضح وصريح عند أولى حلقات القضاء الجالس.

لايشغل الوزير المختار ولد أجاي أي منصب حكومى فى الوقت الراهن، ولايتمتع بأموال كافية لتغيير آراء معارضيه، بعدما خرج من الملاحقة القضائية، وهو لايمتلك أكثر من 38 مليون أوقية قديمة ، وقطيع من الماعز، وحوالى 20 رأس من الإبل، بحسب وثيقة قضائية أطلعت عليها زهرة شنقيط، وهو كسب لايغنى فى عالم السياسية أي شيء، مما دفع مناوئيه إلى التشكيك فى الأرقام المعلنة عشية مغادرته للحكومة، لكن شهور الصراع داخل أروقة الأمن والقضاء وخارج أسوار المحاكم، كانت لصالح الرجل الذى تحدى من يثبت غير ذلك، ولم يدخر خصومه أي وسيلة لتدميره.

الرجل الذى تراقص مناهضوه عشية خروج التشكلة الوزارية الأولي فى عهد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، وحسم المناصب الوزارية دون حضور الرجل القوى خلال الحملة الإنتخابية فيها،  عادوا لاحقا ليبتلعوا ألسنتهم ، بعدما كلفه الرئيس محمد  ولد الشيخ الغزوانى بقيادة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) وأثنى عليه فى حشد غير مسبوق من عمال  الشركة والمتعاملين معها.

كانت أيام المختار ولد أجاي فى الشركة - على محدوديتها- كافية لتغيير مسار الشركة من إفلاس محتمل إلى أرباح تجاوزت 300 مليار أوقية خلال سنتين، مع هدوء غير مسبوق فى مسار الشركة (المشغل الثانى للعمال بموريتانيا بعد الدولة الموريتانية) ، وهو مسار حافظ عليه خليفته فى المنصب وابن مقاطعته المهندس محمد فال ولد اتليميدي، الذى أسندت إليه إدارة الشركة لاحقا، مع تفويض مطلق من صاحب القرار الأول فى البلاد.

شكلت شهور المتابعة القضائية فرصة للرجل - كما يقول أنصاره- من أجل معرفة المحيط الذى يتحرك فيه، وترتيب أموره "المكطع" الداخلية بشكل كامل، واكتشاف مدى نجذر العلاقة التى نسجها مع بعض النخب السياسية أيام النفوذ والحضور داخل دوائر صنع القرار (من الضرائب إلى المالية إلى الإقتصاد والمالية إلى الشركةالوطنية للصناعة والمناجم).

ظل الوزير السابق المختار ولد أجاي الوحيد من وزراء الحكومات السابقة، القادر على تسيير أجندة مقاطعة بالكامل دون أن يتأثر حلفه بالموقع الذى تغير، أو يتنكر له رفاق الأمس، رغم الدعاية الإعلامية الهائلة والإقالة من الشركة الوطنية للصناعة والمناجم، وتحالف القوى المعارضة وبعض أركان السلطة لتحييده من واجهة العملية السياسية، وشغله بمصيره عن مصير  المنطقة التى حررها بالكامل من تأثير أعرق الحركات السياسية وأقدم دوائر التأثير القبلى والروحى بمنطقة الوسط.

يحظى ولد أجاي بثقة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، وهو محل تقدير من بعض النخب السياسية غير الحزبية، ولديه علاقات واسعة بالعاصمة نواكشوط ونواذيبو وبعض مدن الداخل، لكن مكانته السياسية فى مكطع لحجار هي الأساس الذى منه أنطلق، ومن أجل تعزيزها يستثمر كل الفرص المتاحة، مع تغيير واضح فى شكل التعامل مع الناس، واهتمام بالطبقات المسحوقة، جعل منه الملاذ - بعد الله عز وجل - لكل طامح فى الإنصاف بالمنطقة،  أو راغب فى الحضور داخل الدوائر الرسمية،  دون قبيلة وازنة ، أو مشيخة صوفية فاعلة ، أو مال يشترى به رقاب الرجال.

ص

حيح أن ولد أجاي استغل حضوره ونفوذه لبناء العديد من النقاط الصحية والمؤسسات التعليمية وشبكات المياه وتوظيف الأطر، وفتح متاجر أمل للقرى الفقيرة، وجلب مع حلفه العديد من المحاظر والمساجد، وهو مايجنى ثماره اليوم،  لكنه ليس النافذ الوحيد فى البلد الذى أتحيت به فرص كثيرة وأهدرها، وليس الحاضر الوحيد فى دوائر صنع القرلر من أبناء " المكطع " وليس الإطار الزحيد الذى ينشد العاطلون عن العمل مساعدته، لكنه الأكثر تفهما لمطالب الناس، وسعيا لرفع الغبن الممارس عليهم، وأكثر الأطر توظيفا للغير من حاضنته الإجتماعية  أو خارجها، دون الخوف من صنع بديل تتشبث به الناس أو منافسة محتملة فى المستقبل، والأكثر قربا من مظان الفقر والجهل والبؤس فى المنطقة التى عاش فيها كادحا من أحل لقمة العيش، وتحتضنه الآن سياسيا مرموقا، وهو ينافس ويحسم ويطيح برموز المشهد المحلى ، واحدا تلو الآخر.

#زهرة_شنقيط