على بشارات التواصل الذي تجدد وتجسد بين الجزائر وموريتانيا ، ورسخ عراه وقوى أواصره افتتاح الطريق الرابط بين البلدين وسيشهد خلال الأسابيع القادمة أكبر معرض للمنتوجات الجزائرية في موريطانيا حرصت حركة البناء الوطني ان تقدم التهاني لأشقائنا في موريتانيا وتزجي لها من بضاعتها السياسية هذه الرسالة الى الاحبة هناك سلطة ومعارضة لان الجميع عندنا اخوة واحبة تجمعهم الوطنية والوطن مهما فرقتهم السياسات والافكار لان حرصهم على المصلحة العليا للوطن والمنطقة معلوم ومشهود وهو اليوم اشد ضرورة من ذي قبل مما يدفعنا لبذل النصح وتقاسم المشاعر.
لقد قال الله تعالى : "وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ "وقال رسولنا الكريم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".
و انه آلمنا حال الأمة وما ألمّ بها في مشرقنا الجريح، وكم اشفقنا على شعوبنا الاسلامية جراء ما اصابها من كيد الكائدين، وادى بها الى الاحتراب والفتن ما صدع بنيانها وفتت وحدتها، وغاب منها صوت العقل والصلح والاصلاح، وحل محله صوت البارود والدم والسلاح.
أيها الأحبة في موريتانيا الشقيقة
لقد تابعنا بقلق شديد حالة التوتر الذي شهدته الساحة الموريتانية مؤخرا والانسداد الذي انتهى بحل مؤسسات علمية هامة للمنطقة كلها لما شهدنا فيها من الاعتدال والوسطية والتعاون والحرص على الوطن والتسامح والنصيحة وهو ما آلم كل غيور على هذا البلد الشقيق الذي نحب له كل الخير والاستقرار ونتمنى له كل المودة والازدهار.
وقد شاء الله ان تدفع الجزائر ضريبة التحرير أيام الاستعمار، كما دفعت ضريبة السلم والمصالحة الوطنية غالية ومرة ولا نريد لدول منطقتنا ان تكرر تجارب المأساة التي مر بها وطننا بقدر ما نتمنى أن تستفيد اقطار جوارنا الحبيب من رصيد المصالحة الوطنية وأفكار الحوار الوطني والسلم الإجتماعي الذي يستثمر كل الطاقات الوطنية في خدمة الوطن.
ان حركة البناء الوطني ترفع اليكم هذا النداء بردم الخلاف لأجل الوطن والتنازل لأجل المصالح العليا والحرص على النظر الى المستقبل من خلال الوحدة والابتعاد عن الخلاف الذي سيغذيه المقتاتون من الازمات، والذين لا زالوا يريقون دم أشقائنا بليبيا بكل وحشية فخسارتنا في مغربنا العربي بليبيا تكفينا جرحا نازفا آخر يفتح هنا وهناك وتجعل من العقلاء التفطن بأن المنطقة كلها مقبلة على زلزال يدفع نحو المجهول بمحاولة إسقاط الدولة الوطنية ذات السيادة لتحل محلها دولة الشبكات وأول أدوات تنفيذها الاحتراب وافتعال الحجج لإبعاد السلط القائمة مع المحاور المجتمعية والحركات الأصيلة المتجذرة في المجتمع ولاحقا محاولة الدفع باتجاه التصادم بينهما والذي لا قدر الله حدث بأي قطر فإن الدولة سوف تنهار كما حدث في سوريا وليبيا واليمن
واننا اذ نقاسمكم هذا النصح فهو ليس عاطفة جامحة وانما نستلهم ذلك من رصيد ثورة التحرير التي صاغت جزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع، و من مسار ومرجعية الشيخ نحناح في البحث عن القواسم المشتركة وتقليل الخصومات والتنازل لأجل الوطن بين جميع شركائه ولا سيما سلطنا الوطنية، كما نستلهم ذلك من مبادرة الوئام والسلم والمصالحة التي انهت حقبة الازمة السوداء في الجزائر حين بادر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ثم انخرط فيها الشعب الجزائري كله وايدتها القوى السياسية ، وقامت على أسس العفو والإصلاح والتسامح والتنازل وحفظ الحقوق والحريات وصون عرض الشعب وحماية مكتسبات الوطن وعدم الانحباس في آسار الماضي الاليم ولا في اخطائه المرة من أي جهة كانت .
ان تحديات المرحلة ، والاجندات المضادة في المنطقة ، واكراهات المستقبل في ظل الازمات الاقتصادية وتوسع رقعة الارهاب وزيادة الابتزاز وخطورة ملفات الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة العابرة للقارات على الامن القومي وحالة الاحتكام الى السلاح وملامح التقسيم في العديد من اقطارنا ؛ كل ذلك وغيره يضعنا أمام المصير المشترك الذي نتطلع فيه الى حكمة السلط والحكومات ، كما نتطلع فيه الى شراكة القوى السياسية والمجتمعية ، مثلما نامل تبادل النصح والتجارب وزيادة منسوب التعاون والعمل المشترك فالسحب التي تتشكل في موريتانيا قد تمطر في الجزائر والغيوم السائرة من ليبيا قد تتنزل في المغرب او تونس ودماء الجهاد الممزوجة ضد الاستعمار هي التي جعلت المنطقة عصية على الاختراق داعمة لحقوق أمتنا وعلى رأسها الحق الفلسطيني الذي يحتاجنا معا شعوبا وحكومات.
وهنا من باب احقاق الحق يجب أن نحيي فخامة الرئيس الموريتاني والذي حسّ بنبض الشارع الموريتاني الرافض للتطبيع فقام مشكورا بغلق سفارة الكيان في موريتانيا، فسوف يتذكر ذلك الموقف والفضل له كل عربي ومسلم بل وكل أحرار العالم.
أيها الأحبة في موريتانيا الشقيقة
إن محاريب العلماء ومرابع الجهاد لا ننتظر منها الا الحكمة والرشاد، وثقتنا عالية في تصويب الاخطاء وعفة الخلاف والرجوح الى المصالح العليا للشعب والوطن وعلى قدر اهل العزم ننتظر عزائم التصالح وعلى قدر كرم الكرام ننتظر مكارم العفو والتنازل فما كان الرفق في شيء الا زانه وبساحكم يضع اصحاب الحاجات حاجاتهم فتقضى ان شاء الله، وحاجتنا اليوم، وحاجة كل محبي هذا البلد العزيز ان نرى رايات المودة والمشاركة تعلو على اعلام الخلاف والمغالبة، وموريتانيا تسع الجميع ويبني الجميع مستقبلها الزاهر الآمن.
إنها والله لرسالة محب مشفق متألم لما تعيشه أقطارنا من تمزق واحتراب وانتهاك للسيادة وتصفية حسابات لقوى إقليمية ودولية على ساحاتنا الوطنية، وملجؤنا بعد الله في حكمة الرئيس ومعاونيه في تجنيب ليس موريطانيا فقط وانما المنطقة أي استهداف يفرح العدو ويغيض الصديق.
رئيس الحركة