هل يتمكن ولد خطرى من كسر إرادة أبرز معارضيه داخل الأغلبية؟

يخوض عمدة الطينطان محمد الأمين ولد خطرى معركة قاسية بالمقاطعة من أجل الاستمرار فى منصبه الذى أفتكه 2013 من حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية (تواصل)، وإعادة الاعتبار لأنصاره بعد الإقصاء الشامل الذى تعرضوا له من طرف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا.

 

ولد خطرى الذى قاد أكثر من سفارة موريتانية بالخارج ( طرابلس وباماكو) تعثرت قدماه فى الداخل بفعل المعركة المبكرة مع الوزير الأول يحي ولد حدمين الطامح إلى قيادة مجتمعه القبلى، وهو مالم يستسغه رجل الدبلوماسية الهادئ، مع آخرين من نفس المحيط الإجتماعى للرجل الثانى بموريتانيا.

 

وقد شكل تسيير الرجل لشركة "سونمكس" لحظة تحول فى العلاقة بين الرجلين، حيث تمكن الوزير الأول عبر بعض معاونيه من الإطاحة بالوزير محمد الأمين ولد خطرى من هرم الشركة، ولكن علاقات الرجل القوية ببعض دوائر السلطة حالت دون الخطوة الثانية فى مسلسل الاستهداف والتكسير.

 

وقد دخل ولد خطرى معركة الانتساب مجردا من كل الحلفاء بفعل ضغوط الوزير الأول، لكنه تمكن من تعزيز موقعه فى الصدارة ببلدية الطينطان بفارق كبير ، لكنها صدارة لم تشفع له فى الترشيح، حيث تم إقصاء الرجل لصالح مقرب من الوزير الأول يحي ولد حدمين، ضمن معادلة بالغة التعقيد بالمجالس المحلية والجهوية فى الداخل.

 

وقد أعاد رئيس الحزب الحاكم سيدى محمد ولد محم توجيه العمدة محمد الأمين ولد خطرى إلى المشاركة عبر بوابة حزب الكرامة ( أفقر أحزاب الأغلبية وأقلها شعبية فى الداخل) من أجل خوض معركة غير متكافئة فى المجلس البلدى، والمجالس النيابية، ضمن إستراتيجية الحزب بدوائر النسبية.

 

وقد كان لافتا اجتماع الرئيس بالعمدة صباح اليوم الأول للحملة المحضرة لانتخابات سبتمبر.

 

ويحاول ولد خطرى الاعتماد على ما أنجزه لصالح المجلس البلدى، مع مكانة اجتماعية عززتها عقود من العمل فى مدينة الطينطان، واستثمار دوره فى المنظومة التنفيذية لصالح محيطه المباشر.

 

ويرى ولد خطرى أن ما أنجزه فى المجلس البلدى يكفى للتجديد له، خصوصا فى مجال الصحة والتعليم والطرق والمجال الاجتماعى، مع بنية إدارية وتنظيمية جيدة.

 

ويشكل عبور ولد محمد الأمين نحو الشوط الثانى أهم نقطة يراهن عليها الآن من أجل تحييد بعض مخالفيه، والعمل من أجل عقد تحالفات قادرة على إنقاذ الوضع، والإطاحة بأحلام معارضيه بالطينطان، بينما يظل الفوز عبر بوابة البرلمان أبرز رسالة إيجابية قد يوجهها الرجل للحلفاء الذى ناصروه، وسلبية يمكن أن يتسلمها معسكر الأغلبية المناهض له من رجال الدولة والأعمال وأنصار الوزير الأول يحي ولد حدمين.