يتجه حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض (تواصل) لحسم أصعب قراراته الداخلية منذ تأسيسه، وسط غموض بشأن المعايير المتخذة ، وصعوبة الترجيح، وتأثير القرار على مكانة الحزب داخل الساحة السياسية وصورة التشكلة الممسكة به منذ مؤتمره الأخير.
وتعتبر اللوائح الوطنية فى الانتخابات البرلمانية أصعب قرار يواجه المكتب التنفيذى بقيادة الرئيس محمد محمود ولد سييدى، حيث يشكل التوازن وضغط الرموز وصعوبة المنافسة، عوامل ضغط لم يختبرها الحزب منذ تأسيسه، بينما تتقارب حظوظ المرشحين لتولى المناصب الانتخابية فى لحظة بالغة الدقة من تاريخ البلد.
ويخطط الحزب للحصول على 6 نواب من اللوائح الثلاثة على أقل تقدير، وهو ما يجعل الحصة الممنوحة للرجال والنساء داخل اللوائح شبه متقاربة ( 3 رجال و3 نساء)، رغم أن بعض نساء الحزب لهن رأي آخر، ويحاولن التمسك بصيغة 2013 التى منحتهن 5 مقاعد من أصل 9 تحصل عليها الحزب فى اللوائح الثلاثة.
ويعتبر نائب رئيس الجمعية الوطنية محمد غلام ولد الحاج الشيخ من أبرز المرشحين لتولى قيادة اللائحة الوطنية، بحكم الأداء المقنع للحزب داخل البرلمان، والحضور فى الساحة الوطنية، والانتماء الجهوى ( الشرق الموريتانى) ، بعدما تم منح قيادة المجلس الجهوى بنواكشوط لأحد قادة الحزب البارزين محمد جميل ولد منصور.
كما أن عمق الحزب داخل المناطق الشرقية يجعل من ترشيح ولد الحاج الشيخ مسألة شبه محسومة داخل دوائر الحزب الفاعلة، بينما يتوقع أن يكون منصب النائب الثانى فى اللائحة الوطنية من نصيب زميله ونائب رئيس الحزب الأول الشيخانى ولد بيب، وهو قيادى تم استثنائه من ترشيحات 2013 ، وتولى تسيير الحزب إبان الحملة الانتخابية.
وظل الشيخانى ولد بيب أبرز مرشح لقيادة الحزب قبل المؤتمر الأخير إلى غاية الأسابيع الأخيرة، حينما ظهر النائب محمد محمود ولد سييدى كمنافس جدى على القيادة، وهو ما أعتبر عملية إبعاد مفاجئة للرجل من تسيير الحزب الإسلامي المعارض، بعد 10 سنوات من المشاركة فى القيادة والتسيير والتخطيط.
بينما تطرح عدة أسماء لقيادة اللائحة الجهوية بنواكشوط من أبرزها: النائب "هندو بنت الدي"، والنائب "حمدى ولد ابراهيم"، والرئيس "الصوفى ولد الشيبانى"، و"السالك ولد سيدى محمود"، و"زينب بنت التقى"، و"زينب بنت الدده" ومحمد ولد محمد أمبارك.
وفى حالة ترشيح "هندو بنت الدي" على رأس لائحة نواكشوط، يكون الزج بالرئيس الصوفى ولد الشيبانى فى الرقم الثانى من لائحة نواكشوط مطروحا بقوة، بينما يطرح التجديد للنائب "آمنتا أنيانغ" على رأس لائحة النساء ، لضمان تنفيذ رؤية الحزب في تحقيق التنوع الوطني في ترشيحاته وفق ما تقضي نصوص الحزب وتوجهاته ، والعمل من أجل تقديم لوائح متوازنة قبل انتخابات سبتمبر.
وتعتبر اللوائح الوطنية أهم اختبار للحزب، كما أن التنافس فى أسده بفعل تقارب الحظوظ بين المهتمين بها، والقيمة المعنوية لها، والنتائج المتوقع أن يحصل عليها الحزب فى أي استحقاق يحظى بقدر من الشفافية والنزاهة وتساوى الفرص.