شكل إعلان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم لمرشحيه فى الانتخابات التشريعية والبلدية أول اختبار جدى للنخبة المنضوية تحت لواء الحزب، ورسالة تحول كاشفة لولاء بعض الرموز لقائده، وهو على رأس الجهاز التنفيذى، قبل مغادرته المحتملة أغشت 2019.
ويحاول الحزب الحاكم منذ أشهر ترسيخ قيم جديدة على قاموس الأغلبية مثل "الانضباط الحزبى" و"الولاء المطلق للرئيس" و" التضحية من أجل مصلحة الحزب والرئيس" ، وهي قيم تتعرض الآن لامتحان بالغ الصعوبة، بفعل امتعاض بعض الكتل مما آلت إليه الأمور.
ففى مقاطعة النعمة بالحوض الشرقى تصاعدت دعوات لتصعيد من طرف بعض أركان حلف النعمة الجديد، بعد استبعاد رجل الأعمال البارز "محمد الغيث ولد الحضرامى" الذى ينظر إليه كأحد رموز الحزب البارزين، بينما يلف الغموض مصير التحالف الذى يربطه مع بعض رموز الحلف.
ويشكل خروج ولد الحضرامى عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية والترشح من حزب آخر رسالة بالغة الدلالة عن ضعف الولاء للرئيس وحزبه، لكنها قد تكشف خطأ اللجنة المكلفة بفرز الملفات، فى حالة هزيمة مرشح الحزب ، مع أن قادة الحزب لايزال لديهم أمل بانسجام الجميع واحترام خيارات الرئيس وكبار معاونيه.
وفى مقاطعة "ولاته" تتجه الأنظار لردة الفعل المحتملة من طرف نائب المقاطعة السابق "بله ولد سيدنا" وداعميه، وهل سيعيدون تجربة 2013 الفاشلة، أم سينسجمون مع خيارات الحزب، وتوجيه ضربة تحت الحزام للنائب سيدى ولد جاجوه، من أجل لفت الانتباه إلى واقع الولاية المعقد.
وفى مقاطعة تمبدغه أعلن "البو ولد خطورى" رفضه لخيارات الحزب، وقرر الشروع فى تأسيس تحالف مناهض له، كما يتوقع أن يعلن "أحمد ولد محمدو" و"أعل ولد محمد الأمين" عن مواقف مشابهة، وهو نفس الحال بالنسبة لعمدة بلدية أطويل " سيدى محمد ولد وياس" الذى أزيح من واجهة المشهد بقرار من المكتب التنفيذى.
وفى "أعوينات أزبل" لم يصدر أي تعليق عن مجموعة الحزب الحاكم الخاسرة ( محمد ولد أمده) ، بينما لايتوقع قبول التحالف الخاسر بجكنى لنتائج المكتب التنفيذى، والعمل من أجل طرح مرشحين جدد.
وفى لعيون تلقف قائد أركان الحرس الفريق مسغارو ولد سيدى تحفظ اللجنة بسرعة على مرشح الحلف " القاسم ولد أغويزى" وطرح " حمادى ولد التبارى" لمنصب النائب، تفاديا لأي خلبطة قد تفقد حلفه مكانته كطرف مسيطر على المقاطعة، كما تنازل عن رأس لائحة كوبنى لصالح حلف محمدو ولد الشيخ حماه الله، وهو تنازل يعكس العلاقة الوطيدة بين الرجلين فى الفترة الأخيرة.
بينما يتحرك أنصار الوزير الأول لطرح لوائح منافسة فى المجالس البلدية، وربما النواب، رغم القتال الذى خاضوه من أجل الانتساب للحزب والحشد له ومحاولة السيطرة على فروعه.
كما لم يصدر أي تصريح أو توضيح عن عمدة بلدية "أم الحياظ" السابق "بادى ولد الخليفه"، وحاكم أكجوجت " سيدنا ولد زين العابدين" حول إمكانية احترام قرار الحزب أو الخروج منه.
كما لم يعلن الطرف الخاسر فى بلدية "أدويراره" عن موقفه لحد الآن.
وفى مقاطعة "الطينطان" بالحوض الشرقى تبدو الصفعة قوية لمجمل المتحالفين مع الوزير الأول يحي ولد حدمين، ويتحدث أبناء المنطقة عن خروج جماعى لأنصار الوزير الأول من الحزب الحاكم، والترشح للانتخابات البلدية والتشريعية، والعمل من أجل تقويض لوائح الحزب التى تمت تزكيتها من الرئيس.
وفى تامشكط بدت صدمة أنصار الرئيس كبيرة، بعد خسارة الحلف الممسك بالمقاطعة منذ فترة لكل نقاط القوة فجأة، بعد اعتذار ولد أبهاه عن الترشح لمأمورية جديدة، واختيار الحزب للوافد الجديد عليه "عبد الرحمن ولد الصبار"، وهو مايمهد لخروج البعض أو استنكافه عن المشاركة فى الحملة المحضرة لانتخابات سبتمبر.
(*) سيتم توقيف الموقع لمدة 24 ساعة من أجل بعض أعمال الصيانة لذا وجه التنبيه