تعيش معظم أحياء مقاطعة "توجنين"، بولاية نواكشوط الشمالية على وقع أزمة عطش حادة منذ يومين، وسط تجاهل شركة المياه المسؤولة، لمعاناة آلاف المواطنين المتضررين من العطش نتيجة تغافل الشركة للواقع المر الذي يعيشوه السكان إثر انقطاع المياه.
ويقول عدد من سكان المقاطعة ذات الكثافة السكانية الكبيرة لموقع زهرة شنقيط، إن المياه انقطعت عن أغلب الأحياء منذ يومين، وسط ارتفاع درجات الحرارة، والتضارب بأسعار المتوفر من المادة لدى أصحاب العربات، وملاك صهاريج المياه، حيث تجاوز سعر برميل المياه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية حدود ألف أوقية قديمة (100 أوقية جديدة).
ويطالب السكان الشركة والجهات الرسمية باتخاذ تدابير عاجلة من أجل توفير المياه، وإنهاء معاناة السكان مع العطش، وارتفاع الأسعار، وتأثيرات موسم الجفاف الذي بات يشكل تهديدا جسيما لأغلب سكان موريتانيا.
ويقول صاحب عربة حمير (محمد 23 عاما)، لزهرة شنقيط، إن جميع الخزانات (أمبلكات)، باتت غارفة، وإنه ورفاقه يتوجهون في ساعات متأخرة من الليل بعرباتهم إلى "خزانات"، مياه بمقاطعات "عرفات"، و "دار النعيم"، بنواكشوط الجنوبية لنقل المياه ومن الطبيعي أن يرفعوا أسعارها، مشيرا إلى ان ما يوفرونه من المياه قليل جدا، بالمقارنة مع الطلب على المادة في الوقت الحالي نتيجة انقطاع المياه.
وأكد "محمد" أن الطلب على المادة ارتفع بشكل كبير، وإن أصحاب العربات ليس بمقدورهم توفير المياه سوى لعشرات الأسر فقط، وهو ما يرجح حدوث أزمة عطش غير مسبوقة بالمقاطعة ما لم تبادر الجهات الحكومية للتدخل وإنهاء معاناة السكان.