امتعاض فى الحوض الشرقى من سلوك ممثليها فى البرلمان

تصاعدت وتيرة الامتعاض داخل النخبة الشبابية فى الحوض الشرقى مما آلت إليه أوضاع النخبة الممثلة للولاية فى البرلمان الموريتانى، بفعل ضعف الحضور والتأثير والدفاع المجانى عن الرئيس والحكومة.

 

وتقول الأوساط السياسية فى الولاية إن دائرة اهتمام نواب الولاية تنحصر فى الحصول على ضمانات سياسية الترشيح والتمكين لبعض الأقارب والتحالف مع مراكز القوة فى الحكومة من أجل تمرير بعض المشاريع، دون طرح مشاكل السكان أو الظهور بمظهر النائب المقنع لجمهوره الممثل لجهة بالغة التأثير فى مسار الأحداث السياسية بموريتانيا.

 

وقد بلغت الفضيحة أوجها حينما تصدى نواب من لعصابة وتكانت ونواكشوط لمطالب ملحة تقدم بها الجمهور، وتحرك نواب الحوض الشرقى من أجل قمع الأصوات المنبهة على مخاطر التمييز والتهميش.

 

ولم يطرح أي نائب ينتمى للمقاطعة أي مسائلة طيلة الدورة الممتدة من يناير 2014 إلى الآن، كما لم يتقدم نائب بطلب ملح للحكومة، رغم ضعف التعليم والصحة والعطش والتهميش فى الوظائف الانتخابية والجفاف والوضع الأمنى الهش على الحدود الشرقية مع الدولة المالية خلال الفترة الأخيرة.

 

ويجهل بعض السكان اسم النائب الذى يمثل الدائرة الانتخابية، ويعتقد بعض النواب أنه ممثل للقبيلة التى ينتمى إليها دون اهتمام بمشاكل المقاطعة التى أنتخب عنها، بل يعتبر فى بعض الأحيان أن الحراك موجه ضده بحكم انتماء بعض المتظاهرين أو المطالبين بالإنصاف لمجموعات قبلية أو مراكز قروية يعتقد النائب أنها من الحلف المناهض له.

 

وقد عمدت الحكومة إلى تقزيم الحضور السياسى للأطراف الفاعلة فى المنطقة، عبر تعيين شخصيات نشطت فى الطرف المعارض للحزب الذى ينتمى إليه مجمل النواب ( الحزب الحاكم)، وتقليص حضور بعض الأطراف التقليدية فى العمل التنفيذى من أجل شل الحركة داخل كبريات المدن، وتأليب القبائل ضد الرئيس، كما حصل فى مقاطعة "تمبدغه" التى أخرجت لأول مرة منذ الاستقلال من المجلس الوزارى، و"النعمة" التى تم تقويض حضورها فى المشهد الإنتخابى 2013 وحرمت من التمثيل فى الدوائر التنفيذية، و"باسكنو" التى حوصر أغلب الفاعلين فيها، وأكتفت بدعم مطلق للنظام وحضور يقترب من الصفر فى الوظائف العامة خلال الفترة الأخيرة، بحكم حملة الانتقام، التى أستهدفت أبرز الأسر وغياب أي بديل قادر على الإقناع أو ملأ الفراغ خلال الأمد المنظور على الأقل.

 

وتعانى الولاية من أزمات متلاحقة، بعضها ناجم عن صعوبة الطريق وطوله، وتعطيل المطار ، وضعف التعليم وعدم الإهتمام به، والبعض الآخر راجع إلى انتشار الأمية والفقر، فى ولاية يزيد سكانها على أكثر من 400 ألف نسمة وفق آخر إحصاء.