هل يتعمد كتاب خطابات الرئيس تضييع الفرص؟

تشكل القمم الإفريقية والعربية والعالمية فرصة نادرة للرؤساء وقادة الوفود من أجل الترويج لأفكارهم واتخاذ المواقف المناسبة وعرض وجهة نظر البلد الذي يمثلونه من مجمل القضايا التى تعترض سبيل الإنسانية.

 

غير أن الملاحظ لخطابات الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى القمم الماضية يدرك حجم التواضع الذى يمز معاونيه، والإسفاف الذى ينزلون له فى محافل بالغة التأثير، كالحديث عن "برنامج أمل" فى محفل دولى ( قمة أمريكا والعالم العربى) أو "الحوار الشامل" فى تجمع يناقش قضايا الأمن بالقارة، أو "الصرف الصحى" فى قمة تناقش التحول الإقتصادى بإفريقيا وسبل التعاون مع الدولة الصينية ( عملاق الاقتصاد العالمى الصاعد).

 

ويرى البعض أن انشغال الرئيس وضعف معاونيه هو السبب، ناهيك عن غياب أي رؤية لدى بعض المتسلقين إلى المناصب العليا بمعايير مبهمة، واجترار خطابات سابقة وتحويرها لتتلائم مع أي حدث جديد.

 

 ورغم ضبابية الخطاب المكتوب الآن، والمقرر عرضه بالقمة الإفريقية فى أديس بابا، إلا أن الفرصة لاتزال متاحة أمام الرجل، لتعديل النص وطرح قضايا جديدة كالإدانة الشديدة والرفض المطلق لتصريحات "أترامب" الأخيرة بشأن الأفارقة، والدعوة إلى اعتذار رسمى أمريكى للملايين من شعوب القارة، رغم أهمية العلاقة بها كدولة فاعلة فى مجمل الأحداث العالمية، لكن حجم الغضب والصدمة يجب أن يكون محركا لزعماء البلدان الأفريقية فى أول قمة تعقد بعد التصريح المهين.

 

كما أن حجم التحول الأمنى فى القارة ، وتداعيات الأزمة الليبية وملف الساحل والتداول السلمى على السلطة أشياء يفترض فيها الحضور فى مشهد افريقى باتت السياسية فيه عامل توتير، وهو ما يتطلب من شركاء الموقع ( الدول العربية) والموقف ( الدول الداعمة للسلام فى القارة) اتخاذ خطوات إيجابية تجاه الملف الليبى، من خلال وقف التدخل الخارجى وفرض المصالحة والذهاب إلى انتخابات توافقية يختار فيها الشعب الليبى من يمثله، بعد الاستقطاب الحالى الذى دمر البلد وأفسد الحياة السياسية، وكأن الأمة الليبية مخيرة بين العيش تحت ديكتاتور مفروض بقوة السلاح أو فوضى مدمرة لتركيع أحرارها المطالبين بالعدالة الاجتماعية والحرية وتساوى الفرص وترسيخ دولة العدل والقانون.

 

إن النزول إلى قضايا محلية خلافية فى الخطابات الرسيمة فى الخارج ( التعديل الدستورى، وبناء قصر أو فندق، أو إطلاق برنامج حكومى) أشياء مقززة وتكشف عن سوء التقدير وضعف التكوين وضبابية الرؤية والخلط بين واقع محلى له اهتماماته وواقع دولى يفترض فيه أن يخاطب بما يفهم وبه يهتم.

 

----------

ناشط شبابى : التقطيع الإدارى الجديد مكسب يحتاج إلى تعزيز