وزير يسخر من حملة المدونين ويستعرض أبرز منجزات الحكومة

سخر وزير الاقتصاد والمالية المختار أجاي من حملة بعض المدونين الأخيرة ضد واقع التعليم العالى بموريتانيا، قائلا إن البعض يعيش خارج الزمن ويتعامل مع الأمور بعقلية غريبة.

وأضاف فى ندوة صحفية اليوم الأربعاء 1 نوفمبر 2017  كيف يمكن أن نقارن بين مشروع جامعة تأسس 1982 وبين بعض الجامعات العريقة التى تأسست قبل قرنين، أو تلك التى تأسست منذ 100 سنة؟ وهل يعقل أن تلك الدول ستظل مكتوفة الأيدى ليتجاوزها الآخرون فى التصنيف مهما كانت الجهود المحلية المبذولة لإصلاح القطاع؟.

 

وقال الوزير إن الواقع الذى ورثته السلطة الحالية واقع مزرى، وتغييره هو مبرر وجودها، وإن الخلاف يجب أن يكون حول كيفية تطوير الواقع  والقضاء على المرض ، بدل الانشغال بواقع المريض أو التذكير بالواقع المر.

وأعتبر الوزير أن أي منصف يناقش الأمور بعقلانية وتجرد سيدرك حجم التغيير الكبير الذى عاشتها قطاعات واسعة داخل البلد، وسيكتشف دون عناء حجم التحول الذى تشهده مجالات حيوية كالكهرباء والماء والطرق وإصلاح المنظومة التربوية وتعزيز دولة القانون والدفع باتجاه دولة حديثة قادرة على توفير سبل العيش الكريم لمواطنيها ونشر العدالة.

 

جيل الغد المنشود

 

وعن انعكاس الأرقام والتمويلات الحالية على واقع الناس، قال الوزير إن السكان يجب أن ينالوا نصيبهم من الثروة بشكل عادل، لكن توفير سبل العيش الكريم للجيل الحالى مهمة كان ينبغى الشروع فيها قبل فترة، وهو مالم يحدث بفعل الفساد والزبونية وغياب الرؤية الإصلاحية التى يتمتع بها الممسكون الآن بزمام الأمور، ومع ذلك تعمل الحكومة جاهدة من أجل توفير كل الخدمات الضرورية لمواطنيها مهما كانت التحديات الاقتصادية والأمنية والعقليات المعيقة لأي تقدم.

ونبه الوزير إلى أن الإصلاحات الكبرى المقام بها حاليا تهدف إلى خلق واقع اقتصادي جديد، يكون فيه القطاع الخاص مكملا للقطاع العام، وتوفر فيه الوظائف بنسبة تستوعب حجم البطالة، وتكون فيه القوة الشرائية على قدر التحدى، مع توفير منظومة صحية وتعليمية على المستوى المطلوب.

وأعتبر أن من يضغط لتوجيه الموارد إلى المنح الخارجية بدل تنمية المدارس الداخلية ( مدارس المهنيين والكليات الحديثة) هو شخص لايعى أن المستفيد من المنح هم فقط أصحاب الثروة ممن يمتلكون الوسائل الكافية لتوفير تعليم خاص لأبنائهم، بينما يستفيد الفقراء والأغنياء على حد سواء من منظومة تربوية متطورة فى حالة التركيز على تطوير المدارس المحلية وترقية القطاع التربوى بشكل مقبول.

 

 

وأقر الوزير بوجود أزمة فى قطاع التعليم، لكنه ذكر بما أسماه العجز الذى حال دون توفير معلم لكل فصل، وهو ما أتخذت التدابير اللازمة للقضاء عليه، عبر إنشاء أربعة مدارس لتكوين المعلمين بنواكشوط وكيهيدى ولعيون وأكجوجت، باتت اليوم قادرة على تكوين 900 معلم دفعة واحدة.

 

إصلاح العدالة

 

وأكد الوزير أن التحدى الآن والذى تتجه الحكومة للتركيز عليه هو إصلاح العدالة وتفعيل المؤسسات المرتبطة بالقضايا التجارية من أجل ضمان نفاذ الأفراد للقضاء بشكل سلس وعادل وضمان الحماية القانونية والقضائية للاستثمارات الخارجية والداخلية وتوفير بنية يمكن الاحتكام إليها بشكل واضح، مذكرا ببعض النواقص التى أستعرضها تقرير الأمم المتحدة الأخيرة وتدركها الحكومة كذلك.

وكشف الوزير عن وجود أول تصفية قانونية لشركة تجارية مفلسة بشكل يضمن حقوق مجمل الأطراف، قائلا إنها حالة واحدة لذا تجاهلها تقييم الأمم المتحدة الأخير.