اعوينات أزبل : الحجر بالمستودعات الصيدلية خيار السكان الوحيد

السبت العاشر من سبتمبر 2016، فى منطقة أعوينات أزبل كبرى المجالس المحلية بالحوض الشرقى ، وأقدم المراكز الإدارية بالمنطقة، وعنوان هيمنة السلطة لعقود على إرادة السكان المحليين.

خمسة مرضى داخل مستودع صيدلى على الشارع الرئيسى المحاصر ببرك المياه، وسط درجة حرارة مرتفعة إلى حدود 45، والحمى تفتك بأجساد الضحايا من الصغار والشيوخ المصابين بالملاريا – كما هى العادة كل عام-، وسط غياب تام للمداومة داخل المركز الصحى المصنف رسميا من فئة (أ)، وغياب الطواقم الطبية القادرة على توفير خدمة صحية مقنعة لرواد المركز من سكان الريف، وبعض فقراء المدينة العاجزين عن الذهاب إلى مقاطعة لعيون.

يوزع الطبيب الابتسامة بشكل مستمر على رواد "عيادته الخاصة" ، ويتحرك بشكل سلس بين ضحايا الملاريا، بينما تتوجه مجمل السيارات القادمة من الريف صوب السوق المركزى، حيث يجب تلمس الطبيب وكبار معاونيه، بدل المركز الصحى، الذى باتت الثقة فيه شبه معدومة، رغم زيارة الرئيس والوزير وتقارير الوالى ورجال الأمن.

لاتثير القضية اهتمام أي أحد، فالجميع هنا منشغل بتدبير أمور الحياة الصعبة، والباحثون عن العلاج ينشدونه أينما كان، والمحافظة على ود الطبيب أولى من سعمة المركز الصحى، ووجهاء المنطقة مابين منشغل بمتجره الخاص أو تتبع أخبار الماشية فى فصل الخريف.

لاينتمى إلى أعوينات أزبل أي إطار لديه مكانة فى هرم السلطة الموريتانية، وتنحصر نخبتها المتعلمة بين "معلم" و" مفتش" وقاض متدرب، وتاجر منشغل بالصفقات التجارية داخل الأسواق الشعبية عن هموم الشعب الذى ينتمى إليه.