رئيس الغابون : الديمقراطية صعبة وقد قررت تكريس حياتى لها (*)

وجه رئيس الغابون على بنغو خطابه الثانى للأمة الغابونية بعد الهزة العنيفة التى عاشتها البلاد ليلة الخميس، وتعرضت فيها مقار رسمية للتلف وأستخدم فيها الرصاص الحى لقمع المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وقال بنغو فى خطابه إن " إن الديمقراطية صعبة، وقد سخرت منذ مئات السنين، ولا يزال العمل ساريا بها، لكن الديمقراطية لا تمت بصلة لأعمال أمس، مجموعات صغيرة مكونة على التدمير، الديمقراطية لا تعني إحراق البرلمان واقتحام التلفزيون. الديمقراطية صعبة، وتستحق أن تكرس الحياة من أجلها، وأنا قد قررت ذلك".

 

وهذا نص الخطاب :

 

السيدات والسادة.

إن حبي للغابون الذي يعود لسنوات عديدة، هو ما دفعني إلى اقتراح مشروعين للدولة الغابونية يمكن اختصارهما في كلمتين: الديمقراطية والتقدم.

وهما مشروعان مرتبطان، لأن التقدم مشروع جماعي، ويشكل هما مشتركا لدى الجميع، ويتطلب مشاركة الجميع. أحمل معي هذا المشروع في قلبي، وهو ما دفعني إلى احترام القانون الانتخابي، وعدم التدخل في أي لحظة في مجراه، أو محاولة التأثير على القائمين على تنفيذ المسار الانتخابي الذي أردته مفتوحا وشفافا.

إن الديمقراطية صعبة، وقد سخرت منذ مئات السنين، ولا يزال العمل ساريا بها، لكن الديمقراطية لا تمت بصلة لأعمال أمس، مجموعات صغيرة مكونة على التدمير، الديمقراطية لا تعني إحراق البرلمان واقتحام التلفزيون. الديمقراطية صعبة، وتستحق أن تكرس الحياة من أجلها، وأنا قد قررت ذلك.

لقد قالت الانتخابات كلمتها، وعرف من نجح، ومن خسر، وقرر 1800000 غابوني مع من سيمضون معا في طريق التقدم. من خسر؟ مجموعة صغيرة مشروعها الاستيلاء على الحكم، وتسييره وفق مصالحها لا لخدمة الغابون؟ أما مشروعي فهو الديمقراطية للغابون من أجل تحقيق التقدم لنا جميعا، ولكل واحد منا.

أود أن أعبر عن بالغ الأسى على وفاة بعض مواطنينا، لقد ماتوا ضحايا مناخ أدى إلى ذلك، ولم يموتوا من أجل الديمقراطية.

أود كذلك أن أشكر قوات حفظ النظام، فقد قاموا بعمل جد صعب، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل تفادي الأسوأ، واحترام سلامة من يواجهونهم، فهم يغامرون كثيرا، ومهما يكن فإن الديمقراطية جاءت من أجلهم.

سيعم التقدم كل المدن والقرى، وينبغي أن نكرس له جميعا كل طاقاتنا، فهذا هو المشروع الوحيد المجدي. لا تضيعوا الوقت، وستتخذ جميع الإجراءات من أجل ضمان أمن البلاد، لأن مستقبل الغابون مرهون بها، وسنكتب مستقبل البلاد معا.

حفظ الله الغابون.