
ترحلت من دار الفناء مودعا**فغادرت ركن الصبر هِدًّا مُضَعضَعا
ترحلت والدنيا بفقدك أظلمت** "وأصبح معنى الجود بعد بلقعا"
حججتَ إلى دار الخلود ملبِّيا**وآليت لا تعطي الأحبةَ مرجعا
إلى أين تمضي يا سليمُ، أراضيا! **وتترك أنف المكرمات مجدعا
ستذكركالأيامبالعلموالندى ** وتندبُذكراكَالتسابيحُوالدُّعا
ألم تك مطواعا لربك مخبتا** حفيًّا به، لم تنحرفْ عنهُ إصبعا
أبيا، شجاعا، سيدا، ومسالِـما** وفِــيًّا خطيبا في المحافلِمِصقعا
أكنت أويسَ العصرزهدا،تبتلا؟! ** وقسَّ إيادِ العُرْبِ؟!،بل كنت أرفعا!
وقد كنت معطاءا سخيا مبجلا ** تُفَرق ما بالكفِّ أجمعَ أكتعَا
يُقَصِّرُ مَعْنٌ عن نَداكَبجوده** "وقدكانمنهالبرُّوالبحرمترعا"
وكنت على درب الهدى شمس صحوة**وبدر تمام النور، بل كنتَ أروعا!
ألا يا سليمَ العرض والدين والحِجا**تركت نزيفا في المآقي مُروِّعا!
أجبت إلى داعِ الذي كنت داعيًا**إليه، وداع الله أندىوأسمعا
سقاك من الرحمنطوق غمامة**يروي جِبِلاًّ بالبقيعِتـَجَمَّعا
يعمهمُ من صيب المزن بكرة**ويمسي بوبلٍللمدينة مُـمرِعا
بقلم: مولاي ولد حمين الشنقيطي
باحث شرعي برابطة العالم الاسلامي جدة.