قال رئيس المركز الموريتانى للدراسات الإستراتيجية (مبدأ) وأستاذ علم الاجتناع السياسى بجامعة نواكشوط محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) إن انعقاد قمة الأمل بموريتانيا، وانتهاء أعمالها بنجاح كبير يعتبر تحولا بالغ الأهمية فى مسار الوعى السياسى بالبلد، ودليل آخر على مدى قدرة الممسكين بزمام الأمور على تسيير ملفات بالغة التعقيد والصعوبة فى ظرف وجيز.
وقال ولد سيد أحمد فال فى تصريح لموقع زهرة شنقيط اليوم الثلاثاء 26 يوليو 2016 إن موريتانيا الآن مختلفة عن موريتانيا ما قبل القمة العربية العربية، لقد كتبنا سطرا آخر فى علاقتنا بالمجتمع الدولى،وأثبتنا للعالم بأسره أننا تحولنا من دولة تصارع من أجل فرض الأمن داخل ربوعها، وتوفير سبل العيش الكريم لمواطنيها، إلى دولة تقود حراك العالم العربى والإفريقي نحو غد أفضل، وتصارع الكبار من أجل فرض ذاتها واحترامها ودورها الإقليمي كقوة ذات مصداقية كبيرة، وتقديم تجربتها للعالم كاحدى أكثر الدول استقرارا اليوم فى عالم مضطرب، دون المساس بالحريات العامة أو التضحية بالمكتسبات السياسية.
واعتبر محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) أن الظرف الزمنى الحساس الذى تمر به الأمة الإسلامية، وأجواء المناخ (فصل الخريف) والظرف الزمنى المحدود (ثلاثة أشهر) ، تحديات كبيرة بالفعل، لكن بالعزم والإصرار والوحدة الداخلية تم تجاوزها بالكامل، وأقيمت القمة العربية على ضفاف المحيط بحضور جد معتبر، اذا نظرنا إلى الوضعية التى يعيشها العالم العربى، وحضور دولى عكس حجم العلاقة التى تربط البلد بمحيطه والمكانة التى يحتلها خلال السنوات الأخيرة.
ورأي ولد سيد أحمد فال أن ما أنجز من بنية تحتية هو فى النهاية مكسب للمواطن العادى، وما أنفق من أموال هو فى الغالب موجهة إلى عمال تستحق المزيد من الدعم، أو شركات وطنية لم تتأخر عن وقت الواجب، أو أجهزة أمنية مكنت البلد من استضافة أكثر من ثلاثين وفدا حكوميا ومئات الإعلاميين دون خوف أو مضايقة أو ازعاج.
وأثنى ولد سيد أحمد فال على الأخلاق التى تحلت بها القوى السياسية بموريتانيا معتبرا أنها ضحت بخلافاتها الداخلية – وهى محدودة- لصالح البلد وسمعته ومكانته واستقراره، وتعاملت مع الحدث بروح وطنية ، تستحق التشجيع وأن يحافظ عليها بمزيد من التفاهمات الداخلية بغية التفرغ لمعركة التنمية فى البلد.