قررت الأركان العامة للجيوش إحالة العقيد محمدن ولد بلال للتقاعد بعد أن تعذر منحه رتبة جنرال رغم أدائه المتميز داخل القوات المسلحة، وتوليه قيادة أخطر منطقة عسكرية إرهاقا للسلطة خلال الفترة الماضية.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن العقيد محمدن ولد بلال سيحال إلي التقاعد نهاية العام الجاري بعد عقود الخدمة داخل القوات المسلحة، وإن الجيش برحيله سيخسر أبرز رموز مواجهة القاعدة في الفترة الأخيرة.
وظهر محمدن ولد بلال كشخصية محورية داخل الجيش سنة 1991 إبان قيادته لوحدة التدخل الخاص بالنعمة، وتحركه القوي لفرض الأمن بالمنطقة العسكرية الخامسة التي كان أبرز ضباطها.
وظل يترقي داخل الجيش إلي أن تمت ترقيته إلي رتبة عقيد في القوات المسلحة.
وقد أحيل إليه ملف الشمال بعد فاجعة "تورين" التي أجهزت فيها القاعدة علي وحدة عسكرية كاملة بقيادة النقيب أج ولد عابدين، في أكبر خطأ ترتكبه القيادة العسكرية للناحية الشمالية، وغرفة العمليات بأركان الجيش منذ فترة طويلة.
وقد كلف العقيد محمدن ولد بلال بفرض الأمن في الشمال من خلال تعيينه قائدا للمنطقة العسكرية الثانية، وهو مانجح فيه من خلال تحويل أغلب المناطق المزعجة إلي مناطق عسكرية مغلقة، وتحريك القوات البرية التابعة له في أدغال الصحراء بالتعاون مع الوحدات المكلفة بمحاربة الإرهاب.
وقد تولي العديد من المهام كان أبرزها الإنجاز الذي اعلنت عنه القوات المسلحة في التاسع عشر من ابريل 2013 حينما باغتت أكبر مجموعة للتهريب بالصحراء وصادرت منها كميات كبيرة من المخدرات، سلم للمصالح المعنية. وقبلها دخلت القوات المتمركزة في الشمال في مواجهة مع بعض المهربين في مابات يعرف بعملية لمزرب التي قتل فيها بعض المهربين واعتقل البعض وصودرت كميات من الأسلحة وأجهزة اتصالات متطورة وكميات كبيرة من المخدرات، مما دفع بالمهربين إلي تغيير الخطوط التقليدية التي كانوا يستخدمونها سابقا.
وقد نجح قائد المنطقة العسكرية في احتواء أحداث الولاية الشهيرة بتيرس زمور بعد أن انهارت الأجهزة الأمنية داخل مدينة أزويرات، وفرض الجيش إعادة الهدوء دون إطلاق رصاصة أو إصابة مواطن.