للرئيس فقط ..

شكلت الساعات الأخيرة مصدر إزعاج لكل الموريتانيين، بفعل سوء تعامل أنظمة الأعراب مع القمة العربية المقررة لأول مرة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، بعد أن قفز الرؤساء والملوك واحدا تلو الآخر، ولما ترسوا سفينة القمة بمياهننا الهادئة هدوء رمال الصحراء فى الخريف.

تحالف رجعى تنسج خيوطه خلف أبواب مغلقة، وحصار إقليمي تحاول بعض الأطراف القيام به، وخذلان في الساعات الأخيرة حتى ممن تحملنا مرارة استقباله، رغم تكلفتها الأمنية والأخلاقية وضعف الجدوى الاقتصادية والسياسية من استقباله.

 

إنها رسائل جد صريحة من أشقاء مفترضين لبلد يحاول فرض نفسه كفاعل فى ساحة إقليمية ودولية موصومة بالهشاشة الأمنية والسياسية والاستبداد، وانكشاف لأخوة راهنت عليها دوائر الحكم من أجل إنجاح عرس عربى، انتفضنا جميعا من أجل إكماله، فحضرت العروس وغاب العريس .

 

لقد نفض الأعراب أيديهم منا فى لحظة الحاجة الأخلاقية لحضورهم لنواكشوط، وردوا على الأسفار بالقطيعة، وعلى الود بالجفاء، وعلى التعلق المبالغ فيه بالتمنع، وكانوا دون المأمول والمؤمل.

 

إنها دروس جد واضحة لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. فهل نكون على مستوى التحدى؟ وهل تمر قمة الأعراب بخذلانها دون تصرف يحفظ للشعب كرامته وللدولة مكانتها؟.

 

لا أحد يدعو للتفريط في مصالح البلد أو جعله فى مواجهة مع أشقائه أو قطع العلاقات الدبلوماسية معهم، لكن الارتهان لأجندة الغير يجب أن يتوقف، والسعي المبالغ فيه من أجل احتضان سدنة اللؤم والظلم يجب أن نتراجع عنه، والانفتاح على أمم أخرى أكثر قيمة ومصداقية يجب أن يكون عنوان المرحلة القادمة، والرد يجب أن يكون على مستوى المرارة والخذلان.

 

بكل صراحة واختصار يجب أن تتخذ الخطوات التالية بعد القمة مباشرة :

 

(1) استقبال علنى للرئيس الصحراوى الجديد ابراهيم غالى في القصر الرئاسى بنواكشوط من أجل تجديد العلاقة مع الصحراويين والتأكيد على استقلالية القرار وعلى استمرار الثقة التى كانت قائمة مع سلفه محمد عبد العزيز عليه رحمه الله.

(2) زيارة مجاملة للرئيس التركى رجب طيب أوردغان بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة والتأكيد على رفض الانقلابات وتقويض النظم المستقرة فى العالم الإسلامي.

(3) استضافة المعارض السينغالى كريم واد خلال جولته الإقليمية المرتقبة والاحتفاء به

(4) إعلان صريح لدعم حكومة التوافق الليبية وفك الارتباط محور "حفتر" لكلفته الأخلاقية ونكاية بحاضنيه من أنظمة الجور والاستبداد

(5) تعزيز الاستثمار فى القطاع الزراعى وحفر آبار ارتوازية جديدة فى الأماكن الرعوية لسد الحاجة القائمة لبعض الدول المجاورة أو تلك المحتلة لأراضي الجوار.

(6) تشكيل حكومة قوية وذات مصداقية خلال نهاية أغشت 2016 قادرة على احداث مصالحة داخلية وتعزيز الشراكة مع القوى السياسية وترسيخ الحريات الإعلامية بموريتانيا، والعمل من أجل فرض المزيد من الاستقرار عبر توطيد الثقة والشراكة بين كل مكونات البلد.