أنصار الزين ولد زيدان يمسكون بمفاصيل الدولة

تمكن أنصار الوزير الأول السابق الزين ولد زيدان من بسط نفوذهم علي كافة مراكز السلطة بموريتانيا بعد ثمان سنوات من أول مفاصلة يحدثها الرجل داخل جهاز الدولة العميق، رغم مواقف العسكريين النافذين، ورجال القبائل ورموز الحركات السياسية الذين واجهوه في اول انتخابات رئاسية تعددية بموريتانيا.

وبرغم أن الرجل لم يمض أكثر من سنتين في سدة الحكم ضمن شراكة عادية مع الرئيس الذي هزمه سيدي ولد الشيخ عبد الله، إلا أن كافة رموز الدولة الذين ساندوه في نزاله السياسي باتوا اليوم رموز الفعل الحكومي، بحكم توزعهم مابين سفير ووزير ومدير كبير.

ويري متابعو الفعل السياسي بموريتانيا أن الفرق الذي أحدثه الزين ولد زيدان في الحياة السياسية يعود الي خبرة الرجل في إدارة الأشخاص، بينما ظهر ضعف رئيس الجمهورية الحالي محمد ولد عبد العزيز جليا في تخليه عن الطاقم الذي أدار به حملة سيدي ولد الشيخ عبد الله سنة ٢٠٠٦، وحملة ٢٠٠٩ واستعانته الفجة بمن عارضوه إبان دفعه بسيدي ولد الشيخ عبد الله، أو الذين قارعوه في الشوارع قبل توقيع اتفاقية العاصمة السينغالية دكار.

كما اضطر الرجل بحكم ضعف خبرته السياسية، وانشغاله بمحيطه الضيق الي الاستعانة بمن تخلوا عنه بين الشوطين من أجل تمرير الأمور، أو تحت ضغط رجال الأعمال وكبار الضباط الذين راهنوا علي سقوط الرجل بعد توقيع اتفاقية العاصمة السينغالية دكار، وتعالي الأصوات الدولية الداعمة للمعارضة والمطالبة برحيله.

ويتذكر أغلب الذين ساندوه كلماته داخل قصر المؤتمرات وهو يشعر بالمرارة بعد تخلي البعض عنه، قائلا إن التاريخ سيذكر أنه كان وفيا لمن دعموه، غير أن قلم التاريخ كسر.