تقييم خطة ولاية الحوض الغربي الخاصة بتحسين أداء ونتائج التعليم الأساسي والثانوي

لقد امتلأت آذان الكل خلال الأشهر الماضية بالتطبيل و التزمير لما سمي خطة السيد الوالي لتحسين أداء ونتائج التعليم الأساسي والثانوي بولاية الحوض الغربي ، وانطلاقا من دورنا كشريك فاعل في العملية التربوية موجود وبقوة ، قد عمل السيد الوالي طيلة فترته في هذه الولاية على تهميشه ومحاولة إلغائه ، وبعد متابعة كانت  لصيقة ومركزة لمحاور الخطة منذ انطلاقتها وحتى اليوم ، فإننا نقدم للسيد الوالي والجهات المعنية وللرأي العام المحلي والوطني تقييما موضوعيا، عمل على إعداده أساتذة ميدانيون  هم أدرى بشعاب التعليم وما يدور فيه من السيد الوالي ومعاونيه .

 

وسنتناول الموضوع  في جانبه المتعلق بالتعليم الثانوي من خلال محاور الخطة نفسها وذلك على النحو التالي :

 

أولا : في المقدمة    

لقد أرجع السيد الوالي النتائج المتواضعة في المسابقات والامتحانات النهائية إلى " تقصير بعض الفاعلين عن القيام بواجباتهم ، وتخلي بعض الشركاء عن دورهم البالغ الأهمية " وهنا لنا أن نسأل السيد الوالي من تعنون بالفاعلين والشركاء ؟

وهل تدخل جموع المدرسين ونقاباتهم ضمن الفاعلين والشركاء ؟

وهل أن إقصاءهم وإلغاءهم كفيل بإقلاعهم عن هذا التقصير ؟

وهل كان كاتبكم يعي ما يكتب حين أورد " لذلك تبنت الولاية خطة عمل خاصة بتحسين أداء ونتائج التعليم الأساسي والثانوي بعد دراستها مع كافة الفاعلين والشركاء في العملية التربوية في مختلف المقاطعات ، حيث أبدى الجميع استعدادهم للانخراط فيها والتجاوب مع متطلبات إنجاحها " وهو ما لم يحصل قطعا حيث لم تشرك أي نقابة على مستوى التعليم الأساسي أو الثانوي في الأمر من الألف إلى الياء ، ولا حتى أي مدرس ميداني بصفته الشخصية ...!!

ثانيا : الأستاذ   

أوردت الخطة بعد نقطتي تفسير " السبل التي تمكن الأستاذ من الإسهام في تحسين أداء ونتائج التعليم " وسنتبع في هذا المحور منهجية التعليق على النقاط واحدة واحدة كما يلي :

•             "التحلي بالضمير المهني ، الجدية واحترام التوقيت الرسمي ، بناء علاقة جيدة مع مدير المؤسسة وجميع الشركاء" وهنا نسأل السيد الوالي هل تتهمون الأستاذ في ضميره المهني ،كما اتهمتموه سابقا بعدم القدرة على إبلاغ حجته للسيد رئيس الجمهورية ؟ وهل لديكم من المعطيات والدلائل ما أقنعكم بعدم جديته ، وعدم احترامه التوقيت الرسمي وبسوء علاقته بمسيريه وشركائه ، الأمر الذي حدا بكم لإقصائه من كل شيء ؟

•             " امتلاك جميع المراجع ودليل الأستاذ الخاص بمادته " هل يعلم السيد الوالي بخلو كل مؤسسات التعليم الثانوي في ولايته من كتاب الأستاذ ودليله ، ومن الأدوات الهندسية والخرائط ؟ وهل جرب خلال إحدى زياراته أن يكتب البسملة بنوعية الطباشير هذه السنة ؟ وهل يعلم أنه من بين 13  مؤسسة في الولاية لا توجد سوى أربعة مخابر غير مزودة بالماء ولا الكهرباء ؟ ، ولكن السؤال الأهم ما هي الخطوات العملية التي تم اتخاذها عمليا للتغلب على هذه النواقص المعيقة ؟ وفي الحقيقة أننا لم نلحظ أي جهد في هذا المجال ، بل حتى أن الخطة لم تبوب على الأمر ولو نظريا ..!

•             " القيام بإعداد الدروس كما وكيفا وفق البرنامج الرسمي والجدول الزمني " وهنا يمكن القول بأن معدل تقدم البرنامج هو الأدنى هذه السنة مقارنة بسابقاتها على الإطلاق بفعل التأخر الكبير في الافتتاح  والاستعجال في الإغلاق حيث لم تبدأ الدروس بشكل فعلي إلا في الأسبوع الثاني أو الثالث من شهر نوفمبر ، وهاهي الامتحانات تجرى في أغلب المؤسسات قبل حوالي عشرين يوما من الموعد المقرر لها .

•             نقاط يمكن إجمالها في تذكير للأستاذ بضرورة الكتابة في دفاتر الدروس ، القيام بالتمارين والمحفوظات ، وتسجيل الغياب وتصحيح دفاتر التلاميذ يوميا.

إن أي نظرة على هذه النقاط مجملة تحيل إلى فوقية في الطرح عند القوم ، وعدم اطلاع على الواقع ، فمن الفوقية في الطرح محاولة إعطاء دروس في المنهجية والديداكتيك للسادة الأساتذة من قبل الآباء والمنتخبين وغيرهم ممن كان يفترض أن يكون جوابهم " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" ومن عدم الاطلاع الطلب من الأستاذ الجمع بين ضرورة التصحيح اليومي للدفاتر والتقدم في البرنامج في أقسام معدل التلاميذ فيها لا يقل عن 110 تلميذا ، لقد كان الأسلم أن تعمل الجهات المعنية على التخفيف من حجم الاكتظاظ من خلال توفير البنى التحتية والمصادر البشرية اللازمة وهو ما لم يتم.

 

 

ثالثا: المراقب العام – مدير الدروس – مدير المؤسسة 

لقد وردت في الخطة مجموعة مهام وتوجيهات – هي من المعلوم ضرورة - مارستها إدارة المؤسسات  في مختلف مستوياتها بنفس الطريقة التي كانت تمارسها بها خلال السنوات الماضية دون ملاحظة أي طارئ عليها نتيجة خطة الولاية ، وهي بالمجمل متأثرة بالمناخ العام لفساد التعليم وبظروف هؤلاء المادية والمعنوية التي لم يتم اقتراح تحسين لها سيكون له لا محالة بعض التأثير الإيجابي ،هذا طبعا بالإضافة إلى بعض الملاحظات البارزة :

أ – كان مستوى أمن مؤسسات التعليم الثانوي الأقل هذه السنة ، وحجم الاعتداء عليها بلغ مستويات خطيرة ( ظاهرة سكب الزيت المستخدم على الطاولات ، والاضطرابات المرتبطة بأزمة الكهرباء ....).

ب- كان غياب الصيانة واضحا من نوافذ الأقسام وسبوراتها ، وفي مرافق المؤسسات المختلفة.

ج – لم يكن توفير الماء والكهرباء الأفضل حالا هذه السنة في أغلب المؤسسات .

رابعا : آباء التلاميذ      

لقد حاولت الإدارة الدفع بالآباء ليحلوا محلها في بعض الأمور بدل تكميل دورها وخاصة في الأمور التي تتطلب موارد مالية ، وهو ما شكل مظهرا سلبيا كان مسيئا للعلم وأماكن تحصيله ، تمثل في مجموعة من الآباء المحصلين يجوبون الإعداديات و الثانويات لجمع الإتاوات المقررة ، بل وشاركتهم الإدارة في مستوياتها العليا المهمة أحيانا ، وأما غير ذلك من النقاط فكان للاستهلاك ، ولضرورة الزيادة المطلوبة في أوراق الخطة ليس إلا.

خامسا : المدير الجهوي – الحكام – الوالي 

لم نلحظ كأساتذة في النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي(SIPES) بالحوض الغربي أي جديد في عمل هؤلاء يتناسب وكل هذا الضجيج – خاصة وأنهم في غالبهم كانوا في الولاية السنة الماضية – سوى بعض الزيارات حاولت الخطة أن تعطي لها عددا معلوما ، لكنه لم يحصل أن أي منها أعطت حلا لمشكل قائم , ولم تنتج عنها قرارات تفيد في شيء ، بل كانت زيارات من أجل الزيارة ، مع استثناء بعض زيارات السيد المدير الجهوي .

إننا في المنسقية الجهوية للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي(SIPES)  بالحوض الغربي وفي ضوء قرائتنا لمضامين خطة الولاية لتحسين أداء ونتائج التعليم الأساسي والثانوي للعام الدراسي 2015- 2016م ، ومتابعتها على أرض الواقع ، والتي نرى أنها كانت جعجعة بلا طحين ، لنؤكد على ما يلي :

1-            إن أي محاولة للإصلاح في ميدان التعليم لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم تأخذ في الاعتبار الدور الأساسي والمحوري للمدرسين من خلال نقاباتهم التي لن يقبلوا عنها أي بديل.

2-            إن النقص الحاد في البنى التحتية المدرسية وفي اللوازم التربوية و وسائل الإيضاح ، سبب مباشر للاكتظاظ ولتدني المستويات والأولى السعي للتغلب على هذه النواقص.

3-            إن النقص الحاد في أعداد المدرسين والفساد في تسيير الموجود منهم ، وشيوع الزبونية و الوجاهة ، وغياب المعيارية في الترقية والتكريم كلها مسلكيات سائدة لا تتلاءم مع ما هو معلن .

4-            إن العمل المخلص الصامت سيكون أكثر جدوائية من غيره .

5-            إننا في النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي(SIPES) لن يدفعنا الإقصاء والتهميش إلا للمزيد من الأداء المهني أولا ، والنضال السلمي المستميت في سبيل ما نراه حقا ثانيا .

 

والله الموفق.

المنسقية الجهوية للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي(SIPES) بالحوض الغربي