قال الوزير الأول الصحراوي عبد القادر ولد الطالب عمر إنه يستبعد استمرار الأمور في المنقطة على ما كانت عليه سابقا، معتبرا أن قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب لن تستبق الأحداث وستنتظر قرار مجلس الأمن الدولي الذي أبدى قلقه، وطالب بعودة بعثة الأمم المتحدة، ومكونها السياسي والمدني، إلى عمله بشكل كامل".
وقال ولد الطالب عمر في مقابلة حصرية مع موقع زهرة شنقيط إنه بعد قرار مجلس الأمن الدولي فان اللجنة الشعبية الصحراوية ستقوم بتقييم ودراسة الموضوع وستتخذ الإجراء المناسب، وهي تعد العدة لاتخاذ الإجراء المناسب إذا كان سلما فأهلا وسهلا، وإذا تطلب الأمر فان القوات المسلحة الصحراوية في أتم الجاهزية لما تتطلبه المهمة القادمة لما تمليه المرحلة.
وأعتبر ولد الطالب عمر أن ما أقدم عليه النظام المغربي ينسف المعادلة القائمة علي وقف إطلاق النار، مقابل القيام بعمل سياسي جدي، يمكن من التوصل لحل سلمي يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي.
نص المقابلة:
زهرة شنقيط:
لو بدأنا بالتطورات المتلاحقة للقضية الصحراوية بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للمناطق المحررة والمخيمات، هل أصبحت الجبهة تطرح خيار العودة للكفاح المسلح بشكل أكثر إلحاحا؟
الوزير الأول الصحراوي:
هذه الزيارة مهمة جدا للفت انتباه المجموعة الدولة، حول القضية التي أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لأنها لم تحظ بالعناية الكافية. حيث أنه في الفترة الماضية حدثت مجموعة من التصريحات والزيارات التي أثارت حفيظة النظام المغربي لأنه يريد أن يدفع بسياسة الأمر الواقع، وقام بردة فعل عنيفة تمثلت في طرد المكون السياسي والمدني لبعثة الأمم المتحدة، وهو ما يغير من مأمورية القوات الأممية "المونيرسو" ومحاولة اختصار دورها علي وقف إطلاق النار.
ومن غير المقبول ولا المطروح تغيير مسؤولية الأمم المتحدة بكاملها، لكون ذلك يخلق سابقة خطيرة، لأنه في أي بلد أخر يمكن أن يتخذ إجراءات، وبطبيعة الحال نظام بعثات السلم والأمن من اختصاص مجلس الأمن.
ومن المفترض أن تصحح هذه المسالة بسرعة ويعود هذا المكون السياسي والمدني ويعمل من أجل تنفيذ هذه المأمورية.
والاستفتاء هو وسيلة فقط للوصول لحل سياسي، ونحن نبهنا انه إذا ما استمر الوضع على هذه الحال فان هذا سيعود بالمنطقة إلي التوتر من جديد، وهذه مسؤولية الأمم المتحدة، إذا الأمور وصلت إلى نهاياتها ونحن اليوم في مفترق طرق.
ما أقدم عليه النظام المغربي ينسف هذه المعادلة القائمة علي وقف إطلاق النار، مقابل القيام بعمل سياسي جدا، وعن طريق حل سلمي يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي.
والآن نسف النظام المغربي هذا الأساس الذي تقوم بعثة الأمم المتحدة به، ونحن نرجوا أن تصحح الأمور حسب التصريح الأخير لـ "بان كمون" حتى يستمر عمل المكون العسكري لأنه بحاجة إلى الدعم اللوجستيكي، ودعم عمل المكون المدني، والعمل عليه حتى في المجال العسكري.
زهرة شنقيط:
إن قرر مجلس الأمن الانحياز للمغرب، هل ستبدؤون بالرصاصة الأولى للحرب وتعتبرون أن كل الجهود الأممية قد فشلت؟ أم أن لكم نفسا أطول سيجعلكم تعيشون سنوات أخرى من عملية السلام؟.
الوزير الأول الصحراوي:
لا أطن أن استمرار العمل على ما كان أمر مستبعد جدا، ومن المهم أن لا نستبق الأحداث، نحن رأينا أن مجلس الأمن أبدى قلقه، وطالب بعودة بعثة الأمم المتحدة، والمكون السياسي والمدني، إلى عمله بشكل كامل، وأشار إلى المخاطر التي تترتب على عدم الرجوع، ونأمل أن يتوصلوا إلى موقف جاد وقاطع في هذا الشأن، عند ذاك اللجنة الشعبية الصحراوية ستقوم بتقييم ودراسة الموضوع وستتخذ الإجراء المناسب، وهي تعد العدة لاتخاذ الإجراء المناسب إذا كان سلما فأهلا وسهلا، وإذا تطلب الأمر فان القوات المسلحة الصحراوية في أتم الجاهزية لما تتطلبه المهمة القادمة لما تمليه المرحلة.
زهرة شنقيط:
ـ ما ردكم على نتائج القمة المغربية الخليجية؟ وهل تسوقون قضيتكم في الملتقيات العربية والأفريقية والدولية؟
الوزير الأول الصحراوي:
نحن علىي كل حال نعمل علي شرح قضيتنا في المحافل الدولة، ونعتمد على الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وأخيرا المحكمة الأوروبية أصدرت حكم حول الملاحة والصيد البحري الذي يضم المياه الإقليمية الصحراوية، والجميع يشهد على عزلة النظام الغربي أمام مواقف الأمم المتحدة.
موقف دول الخليج لا نعتبره موقفا جديدا، لأنهم كانوا دائما يقدمون الدعم للمملكة المغربية، وكان ذلك في الخفاء لكن هذه المرة أرادوها علنية، ونحن نطالب هذه البلدان بمراجعة موقفها، وخاصة المملكة السعودية التي تحرس البقاع المقدسة، التي هي أماكن يشترط في تقديسها مساواة كل المسلمين، ويفترض بهذا البلد أن يحتكم بتعاليم الشريعة، التي تقضي بإصلاح ذات البين وعدم الانحياز إلى الظالم بل نصرة المظلوم، ونأمل أن تقوم السعودية بإصلاح ذات البين، وليس بدوام الانحياز إلى الطرف الظالم وخاصة بعد ما اتضح ظلمه وعزلته أمام العالم ولا أدل على ذلك من الصراع القائم أمام الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي حيث أن المغرب البلد الوحيد الخارج عن الاتحاد الإفريقي كما حدث مع نظام الفصل العنصري سابقا.
إذا المغرب ليس له حق ولا يمتلك الشرعية الدولية التي يمكنها أن تحميه، لذلك نحن نطالب هذه البلدان التي نتشارط معها في العروبة أن تتخذ موقفا غير موقفها الحالي.
زهرة شنقيط:
ـ ما هي رسالتكم إلى القمة العربية المقبلة في نواكشوط؟
الوزير الأول الصحراوي:
رسالتنا إلى الجامعة العربية هي أننا نأمل من العالم العربي والإسلامي، وموريتانيا التي نعتبرها بلدا شقيقا، وتربطنا بها الكثير من الأواصر مثل الدم، والثقافة، واللغة، وفي الحقيقة نحن شعب واحد ومصير واحد ونعلق دائما أملا كبيرا على هذا البلد وكافة الدول العربية والإسلامية الدفاع عن الشرعية والوقوف مع الحق".
زهرة شنقيط:
ـ كيف تقرؤون الموقف الموريتاني من القضية الصحراوية وإلى مدى تصل العلاقات بين الرابوني ونواكشوط؟
الوزير الأول الصحراوي:
في الحقيقة نحن علاقتنا طيبة وجيدة مع نواكشوط، وبينا اتصالات دائمة مع الحكومة الموريتانية ومع رئاسة الدولة الموريتانية ومع الأحزاب الموريتانية ولدينا اتصال بين المواطنين بأنفسهم نظرا لعلاقاتهم وكذلك لوجود ترحال دائم للمواطنين بين الأراضي الصحراوية والموريتانية، إذا هناك حجم كبير من العلاقات يتم في إطار الاحترام المتبادل، ونحن نعمل على تنمية هذه العلاقات والمحافظة عليها، ومقتنعين أنه سيكون هناك مصير واحد، لأنه ما يجمعنا كثير وكثير، مما يفرقنا".
كلمة أخيرة...
رأيي هو أن عندنا هذا الإحساس تجاه شعبنا ومرتاحين تجاه مستوي العلاقات التي تتم بين الأحزاب السياسية ومع الدولة الموريتانية وبين المواطنين، ونتمنى أن يتجسد بقوة ومتانة لخلق أرضية لأعمال مستقبلية أكبر من هذا المستوى إلى العلاقة الطبيعية والأخوية القائمة بين الشعبين.