قادة فرسان التغيير يتبادلون الردود في برنامج بلا حدود (فيديو)

بدأت الحلقة الأولى من برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة الفضائية بحديث للرائد السابق صالح ولد حننا عبر من خلاله عن اعتذاره لما ما اعتبره البعض نوعا من التنقيص من بعض الرموز الوطنية ومؤسسي الدولة خلال حديثه في عشر حلقات ضمن شهادته على عصر الانقلابات بموريتانيا ـ على قناة الجزيرة ـ مشيرا إلى أنه وكافة الشعب يكنون لهم الاحترام والتقدير".

وقال ولد حننا في الحلقة التي خصصت (لردود قادة التنظيم على حلقات برنامج شاهد على العصر) إنه أثناء الحدث عن تلك الحقبة لا حظ البعض أنه غيب دور شريحتي ـ الزنوج ولحراطين ـ مشيرا إلى أنها ملاحظات غير دقيقة لاعتبار أن الشريحتين مثل كافة مكونات الشعب الموريتاني لها دور مشهود سواء على الصعيد العسكري أو الثقافي ضد الاستعمار".

وترحم ولد حننا على أرواح من توفي من تنظيم ـ فرسان التغيير ـ متمنيا من الجميع أن يحفظوا لهم دورهم في تلك المرحلة، موجها حديثه لباقي قادة التنظيم بأن الموضوع كان موضوع حوار وشهادة للتاريخ لها اكراهاتها وقد يكون نسي البعض، أو لم يتعرض لآخرين لأسباب مختلفة ومتفهمة".

وكان أول المتدخلين من قادة فرسان التغير الرائد السابق محمد ولد فال الذي أكد أنه هو من دعا صالح ولد حننا للالتحاق بالتنظيم السري العسكري عام 1992، وقد سبق له أن اعترف بذلك في اجتماع مع بعض رفاقه من الجيش الموريتاني المشاركين في التنظيم.

وقال ولد فال إن الرائد ولد حننا دخل في مهاترات لا أساس لها من الصحة، معتبرا أن معظم من شارك في انقلاب 8 من يونيو 2003، وكان جميع الضباط المشاركين في المحاولة الانقلابية الفاشلة أعلى منه رتبة".

واعتبر ولد فال خلال مداخلة قصيرة ببرنامج "بلا حدود" إن رتبة الرائد السابق صالح ولد حننا ووجوده حينها خارج الجيش الموريتاني لا تمكنه من إصدار الأوامر لضباط أكبر منه رتبا".

 وأكد ولد فال أن المنسق العام للمحاولة الانقلابية الفاشلة هو الرائد محمد ولد شيخنا وليس صالح ولد حننا، مشيرا إلى أن الأخير كان يتبع للأول تبعية مباشرة" على حد تعبيره.

بدوره رد صالح ولد حننا باستغراب على حديث ولد فال، معتبرا أن لا صحة لاتصال حدث بينه وبينهما في العام 1992.

وأكد ولد حننا أن أول تنظيم سري لقادة الانقلاب بدأ بشكل عملي سنة 1996، وحينها لا يوجد اسم ولد فال بين أفراد الخلية.

وقال ولد حننا أنه لا يوجد أي دور يذكر للرائد محمد ولد فال في المحاولة الانقلابية سنة 2003، مشيرا إلى أن أبرز دور له هو تكتمه على الوشاية التي قام بها الحسن ولد مكت ضد قادة الفرسان حينما كلفوه بالبقاء إلى جانبه والاتصال بهم فور الاشتباه فيه.

وختم ولد حننا تعليقه على مداخلة ولد فال بالقول إنه يترك الأدوار التي قام بها بعد ذلك للمستقبل، مشددا على معرفته الجميع بتلك الأدوار.

وبخصوص تصريحاته حول الفقيه اسلم ولد سيدي المصطف أكد ولد حننا احترمه للعلم والعلماء، لكنه أشار إلى أن الحادثة التي ذكرها عن الفقيه مشهورة عند كل الموريتانيين".

وأضاف ولد حننا كنا مرتاحي البال لأن ما قمنا به كان في سبيل الدين الإسلامي، في وقت بدا البلد على كف عفريت وهو مرتم في أحضان الغرب، معتذرا اعتذر عن كلمة نابية وردت في حديثه بخصوص حادثة تحويل المساجد إلى مخابز".

وكان ثاني المتدخلين بالحلقة الرائد السابق محمد ولد شيخنا الذي نقد ما ورد على لسان ولد حننا حول المحاولة الانقلابية سنة 2003، معتبرا أن توقيت الانقلاب الأول كان ليلة 26 من شهر نوفمبر عند الساعة الواحدة ليلا، وليس يوم ذكرى الاستقلال كا ورد على لسان ولد حننا".

وقال ولد شيخنا إن والوشاية التي حدثت وتسببت في تسريح الرائد ولد حننا لم تكن السبب الرئيسي للتأجيل لكونها لاحقة على الانقلاب، مؤكدا أن سبب التأجيل هو سبب عدم تمكن ولد حننا من القيام بالمهمة التي أوكلت إليه بالسيطرة على كتيبة الدروع مما جعله يلح في طلب التأجيل".

واعتبر ولد شيخنا أن صالح أصبح بعد ذلك ضيفا على التنظيم بعد تسريحه، كما انه أضحى رديفا يستخدمونه في سد فراغات بعض الأمور عند التنفيذ، معتبرا أنه هو من  خطط للانقلاب وابلغ التشكيلات بالتنفيذ يوم 7 يونيو 2003، كما أنه هو من أتى بالضباط بما فيهم ولد حننا إلى المواقع حيث قام بتحويله للمكتب الثالث سنة 1993.

وقال ولد شيخنا أن المحاولة الانقلابية سنة 2003 كان الهدف الأساسي والحيوي منها السيطرة على الرئاسة، لكن عندما يكون الرئيس غير موجد في القصر يكون مجرد حائط، حيث توجه في الطلائع الأولى إلى بوابة القصر ولديه ضابط صف هو القائم على مركز الحراسة وكان يستدعي الأمر التعامل مع الرئيس بقدر من الحرص والأمان وهو ما يتطلب وجود من له الأهلية والقرار والأمان والكفاءة وهو ما لم يحصل لدى الرائد ولد حننا".

وأكد ولد شيخنا أن رفيقه ولد حننا رفض الذهاب إلى مهمته الموكلة له للسيطرة على كتيبة الحرس الرئاسي وتحجج بنسيانها، كم قام بحسب الدبابات عن رفاقه في الرئاسة وهم يفتشون مسجد القصر، وتوجه للإذاعة وبات هناك، ولم يسيطر على قيادة الأركان القريبة من مقر الإذاعة التي لم تكن بالأهمية لأن البقاء امامها بمثابة من يحاول سلخ صيد لم يمسكه ولم يذبحه".

وأشار ولد شيخنا إلى أن الرائد صالح ولد حننا لديه عقدة من محاولة انقلاب الثالث من يونيو، وقد تلقى عصفا إعلاميا صوره أنه الزعيم وهو يعرف عكس ذلك، ورفاقه يعرفون أنه غير قائد، معتبرا أنه كان يريد بعد ذلك عملا خالصا يمحوا عنه عار الفشل في تلك المحاولة ولما لم يجده صار الآن يحاول اغتيال مناقبية رفاقه".

أمام الرائد صالح ولد حننا فقد رد على حديث ولد شيخنا بالقول "إنه لن اذهب إلى مستوى الانحطاط في الحديث وسيصحح بعض الملاحظات الجوهرية في التاريخ، ومن أبرزها  أنه لم تكن هناك وحدات بالمفهوم العسكري للكلمة وما حصل ليلة الثامن من يونيو، عندما جهزوا دبابتين طلب من ولد شيخنا الركوب في إحداها والتوجه إلى قيادة الأركان وعندما اقتربت الدبابات من قيادة الأركان استسلم طاقم إحداهما وتوجهت الأخرى إلى اتجاه مجهول.

وأضاف ولد حننا أنه كان تلك الليلة يتولى تنسيق العمل في كتيبة المدرعات ومحمد ولد شيخنا هو أول من خرج منها إلى القصر الرئاسي، كما أرسل النقيب يرب ولد باب أحمد في دبابة للرئاسة، ولما ابلغه انه لم يدخل الرئاسة عززه بالنقيب حمود ولد بابه وأرسل العناصر الأخرى لأماكنها حيث سيطر النقيب محمد ولد سيدي محمد على قيادة الدرك الوطني.

واعتبر ولد حننا انه اضطر للذهاب إلى الرئاسة للاطلاع على الموقف، وذهب إلى منزل الرئيس وإذا بالأخ محمد ولد شيخنا بجانبه ولم يسأله عن الأمر بل طلب منه البقاء في الرئاسة بثلاث دبابات".

وخلص ولد حننا للقول إنه توجه إلى مبنى الإذاعة على أساس أن لا يتأخر عن إذاعة البيان إن وجد من يذيعه وأرسل النقيب يرب إلى التلفزة وجدد طواقم الإذاعة هربوا وفي حدود الساعة الثالثة مرت من أمامه دبابة عرف لا حقا أنها كانت تقل ولد شيخنا مصابا بجروح. 

فيديو: