عودة التجاذب السياسى داخل الأغلبية الداعمة للرئيس

أعادت زيارة الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز المقررة للحوض الشرقى فى الثالث من مايو 2016 التجاذب السياسى داخل الأغلبية الداعم للرئيس إلى أشده،وخصوصا بين التحالف الممسك بزمام الأمور فى الحكومة، والأقطاب المتحفزة للشراكة فى صناعة القرار بعد طول تهميش.

 

فبينما أختار التحالف المشكل من رئيس الحزب الحاكم سيدى محمد ولد محم والوزير الأول يحى ولد حدمين استعراض الجمهور بدار الشباب القديمة، رأي الوزير الأمين العام للرئاسة أن عطلة الأسبوع قد تكون اللحظة الأنسب لحشد بعض الموظفين السابقين معه، وبعض رموز الحراك القبلى الداعم له، ضمن أمسية سياسية بطعم الحشد والاستعراض فى الشارع.

 

كانت رسائل الحشد الأول باسم الحزب الحاكم صريحة،تغيير جدى فى هيكلة الحزب ووجوه وخلق طبقة شبابية قادرة بالفعل على مواكبة التحديات الراهنة، ودعوة أصرح للانخراط فى العمل السياسى مع استعراض الواقع القائم والمس من المعارضة التى تمثل حسب الفاعلين فى الحزب لحظة خاطئة تم تصحيها، وأزلام أنظمة تحاول سرقة المستقبل من الجيل الشبابى الجديد.

 

كما كانت وعود الوزارة الأولى للجيل الشبابى الصاعد جد مغرية، شراكة فى التسيير والحكم، وأمل فى المستقبل، وتبشيير بطفرة اقتصادية وشيكة، وخلق المزيد من فرص العمل للشباب، وحث على التفاعل مع الحزب باعتباره عنوان الأغلبية الأوحد، ومزاحمة الشيوخ المتمسكين بمقاليد السلطة أو الراغبين فى العودة إليها من كل الأطراف دون تحديد.

 

 

غير أن الوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد لغظف اختار هو الآخر الحشد خارج عباءة الحكومة والحزب، والإبقاء على نفسه ضمن دائرة الكبار بعد صدمة التعديل الأخير،مبرقا لكل أطر الحوض الشرقى وبعض وجهاء المنطقة من أجل المشاركة فى حفل العشاء المنظم بمنزله فى تفرغ زينه.

وقد اختار أغلب أطر الولاية وموظفيها النأي بالنفس عن الصراع الدائر بين أقطاب الأغلبية، لكن البعض حضر، ثقة بالنفس أو استجابة للدعوة – بعد الاستئذان- أو دعما للرجل فى مسار العودة نحو الوزارة الأولى، وهو الخيار الذى تم الترويج له بقوة خلال الأشهر الأولى من 2015، وكاد يدفع بصدام داخل التشكلة الوزارية ، وعطل الكثير من فرص العمل.

 

وبعيدا عن دار الشباب القديمة، ومنزل الوزير الأمين العام للرئاسة، كان وزير الخارجية اسلكو ولد أحمد أزدبيه يرتب أوراق الزيارة مع الشبان المنتمين لمقاطعة أظهر، ضمن حراك يهدف بالأساس إلى إعادة التموقع داخل الساحة المحلية بعد فترة من الغياب بفعل الانشغال الحكومى ومحدودية المساعدين.

 

وقد اختلفت النظرة داخل الأغلبية للحشد والحشد المضاد، لكن الكلمة على الأرض بالفعل هى المحددة لأوزان الفاعلين فى الساحة، والصراع فى العاصمة سهل بفعل محدودية التكاليف وطغيان المجاملة بين الأصدقاء، لكن فى الريف حيث الكتل البشرية الباحثة عن تطوير واقعها، تمتحن الثقة والمصداقية والمكانة، وتنكشف أوزان المتصارعين بشكل غير قابل للنقاش.