تقرير يرصد أبرز أنشطة "وورد فيزون" بولايتى لعصابة ولبراكنه (*)

بمقاطعتي امبان" و"كرو"، على التوالي في الجنوب والشرق الموريتاني ينشط مشروع صحة الأم والطفل، عبر اعتماد مقاربة توعية المجتمع وتعزيز  مستوى صحة الأمهات، وتعتمد المقاربة نهجا شاملا من خلال لجان مجتمعية تنشط في المجال الصحي.

ويعتبر المجتمع المستفيد الأول من هذا البرنامج، وينقل لنا موظفو المراكز الصحية من حين لآخر قصصا إيجابية بشأن أصدائه، خصوصا فيما يتعلق بأثره في تنشيط دور منظمات المجتمع المدني، لأن منظمات المجتمع المدني لا تؤخذ بالاعتبار على مستوى الاستراتيجية الوطنية.

وهو ما ولد مخاوف لدى البعض من أن تكون نهاية المشروع علامة لنهاية دور منظمات المجتمع المدني، كما يقول يحيى علي ماريكا منسق الصحة القاعدية ب World Vision في بوكي.

"المجتمع تعرف على المشروع من خلال لجان المجتمع الصحية COMMS، وهو ما يسهم في مساعدة الدولة على توفير الرعاية الصحية في المنطقة. لقد أضحى المجتمع يتعلم كيفية الكشف عن احتياجاته الحيوية والصحية، والتصدي لها من خلال CVA وغيرها" يضيف يحيى علي.

في انجاوالدي مانغوا التابعة لبلدية انجابينا توجد هابي با، وهي ممرضة مساعدة في مجال الصحة المجتمعية في إطار برنامج مشروع صحة الأم والطفل منذ أربع سنوات.

"لقد بدأت كمتطوعة، رغم أنني كنت أحصل على تعويضات مالية" تقول هابي با. تعويضات تأخذ شكل نشاط عام ذي دخل يصل 100.000 أوقية أي 300 دولار، مقابل بيع منتجات غذائية في المنطقة.

وقد لاحظت هابي كما هو الحال بالنسبة ليحيى علي، صدى إيجابيا تجسد في ازدياد الوعي لدى المجتمع "قبل المشروع لم تكن نساؤنا تقريبا الحوامل واللاتي وضعن حملهن يستفدن من العلاج قبل الولادة ولا بعدها، واليوم أضحين يستفدن من ذلك بنسبة مائة في المائة". تضيف هابي.

ويؤثر تغيير السلوك كذلك على الرعاية الممنوحة للأطفال " الآباء يستخدمون أساسا الطب التقليدي، وفي الحاضر أضحت المراكز الصحية مليئة بالشباب المرضى، وبالمقابل جميع الأطفال في انداوالدي أضحوا الآن تحت التحصين، كما أن نسبة سوء التغذية في تراجع، رغم أنه سجلت 15 حالة خلال العام 2015، لكنه أمر طبيعي خلال هذه الفترة، فنحن في فترة ما قبل موسم الأمطار" توضح الشابة هابي، وهي كذلك أم لطفلين.

آمنا ممادو با أم لخمسة أطفال، أصغرهم خديجة عمرها شهران.

"تابعت العلاجات ما قبل وما بعد الولادة، فبالنسبة لولادة ابنتي الأخيرة، استفدت من 4 زيارات قبل الولادة عند أخصائي ولادة، و 3 زيارات عند الولادة، وكانت هذه المرة الأولى التي أستفيد خلالها لدى الولادة من متابعة صحية في مركز صحي، وهي المرة الأولى التي تسير فيها الأمور بخير". تقول السيدة.

"في المرات الأولى التي كنت ألد فيها عند المنزل، عانيت من نزيف شديد، وفي كل مرة أخشى من أن يودي النزيف بحياتي. وبالنسبة لخديجة فإن منظمات المجتمع المدني كانت إلى جانبها، خاصة خلال مرحلة المخاض، والولادة: فاستفدت من العلاجات ما قبل ما بعد الولادة". تقول خديجة.

في هذا المسار الجديد بالنسبة لها، والملزم نسبيا، كان العون عبر الاعتماد على أختها، فكانت محركا رئيسيا لها.

"زوجي يكون أحيانا غائبا، وكانت أختي هي التي تذهب بي من أجل الاستفادة من علاجات ما قبل الولادة خصوصا، وكانت تسعى إلى أن أحترم توصيات الأطباء" تقول السيدة التي لا تزال تغذي طفلها حصريا عبر لبن الثدي.

المركز الصحي بانداوالدي مانكو يبدو لامعا، ويبعد 15 مترا عن القرية، ويعتبر جزءا من العناصر الهيكلية التي عرفت تغيرا في إطار التطور الإيجابي للصحة المجتمعية بالمنطقة. طبيبه الرئيس ورئيس المركز مريم عثمان سي، وقد شغلت المنصب منذ فترة قصيرة، وقبل قليل أيضا أضحى المركز يتوفر على الماء.

"بفضل لجان المجتمع الصحية، وفعالية نشاطاتهم في المنطقة، يقطنون أساسا بنواكشوط، وقد وفروا الماء للمركز الصحي من جيوبهم". تقول رئيسة المركز.

آمبوبتو ينشط دوما في بلدية انجابينا ضمن لجنة التجمع الصحية، وهو المسؤول عن اكتشاف الأمراض المتكررة في القرية، وكذا الثغرات الصحية بالتعاون مع الممرض.

عمدة البلدية آلاسان مختار يقول إن "التنمية ينبغي أن تكون هدفا لدى الجميع وليس فقط لدى السلطات العمومية. والمواطنون لا شك في قلب العمل، عبر مبادرات من هذا القبيل من أجل حماية مصالح شعبنا". يقول العمدة.

"إنه أول أبنائي أستفيد خلال حملي به من المساعدة في الولادة، والعلاج بالمركز الصحي، وهي المرة الأولى أيضا التي تسير فيها الأمور بخير".

انداي ممادو مكلفة بالعمليات في لجان التجمعات الصحية، وتعتبر أحد العناصر التي تسهم في دينامية فريق العمل.

"نقوم بحملة "باب باب" لصالح أرباب الأسر خصوصا، وفي المدارس كذلك، من أجل صحة الأطفال، ومرافقتهم إلى الممرضين". تؤكد انداي.

وقد تمت هذه الإجراءات بالأساس على مستوى ثلاث قرى تابعة للبلدية منذ ثلاثة أشهر، قبل أن تصبح لديها وحدة عمل خاصة بها.

الاشتراكات في القرى الثلاث المزورة مكنت من الحصول على 435.000 أوقية أي 1200 أورو بالنسبة للجان المجتمعات الصحية.

 

"هذه الأموال تستخدم أساسا لتمويل علاجات الضعفاء في البلدية" يؤكد تيلي دمبا دي محاسب لجان المجتمعات الصحية، ويضيف أيضا أن هذه الأموال تستخدم كذلك لدعم مكافحة سوء التغذية (استشارات، علاجات، وتوفير بعض المواد الغذائية).

هذا المشروع كان قد أطلق بهدف اجتماعي خالص من أجل دعم وتنشيط وحدات الصحة القاعدية، والتي كانت تقريبا ميتة.

"لقد بدأنا ضخ دماء جديدة في حين أن منظمات المجتمع المدني كانت في إضراب" يفسر زين عابدين با رئيس مشروع صحة الأم والطفل "لا شيء قيم به على مستوى الصحة الإنجابية، والآن كل المجموعات أضحت مغطاة من طرف المشروع، وتمت التوعية على نوعية الرضاعة الطبيعية الخالصة، وسوء التغذية، والتكفل بالعلاج..." يضيف.

مريم بنت بيجل التي وضعت رضيعها منذ شهرين ونصف، ولا تزال في مرحلة المتابعة، هذا طفلها الرابع، اثنان منهما عمرهما أقل من خمس سنوات، وهم الأربعة ولدوا في المركز الصحي بكرو، وقد استفادت من العلاج عن طريق مركز لجنة للتسيير بالقرية، كل ذلك بفضل رقية بنت اعلي عضو ناشط بالقرية في قرية لكلاكمه على بعد 18 كلم من مقاطعة كرو.

 

"ينبغي أن نساعد نساءنا الضعيفات على أن يلدن في ظروف حسنة ما أمكن ذلك".

 

"مبلغ 5500 أوقية كان قد خصص لصندوق التأمين، وهو صندوق للحالات الطارئة" توضح رئيسة منظمة للمجتمع المدني. وهي تتابع الآن تكوينا على الولادة.

"من ضمن سبع نساء ولدن هذه السنة في القرية، واحدة فقط هي التي امتنعت من الذهاب إلى المركز الصحي، وقد ولدت في بيتها منذ خمسة أيام" تؤكد رقية.

"أردت المشاركة في هذا التدريب لأن النساء الضعيفات يصعب عليهن الذهاب إلى المركز الصحي خصوصا في الحالات الطارئة، وهن بحاجة إلى من لديها كفاءة تكون بجنبهن من أجل المساعدة، للتقليل من حالات الوفيات، أو التعقيدات على الأقل، بطريقة جيدة". تضيف.

وفي نهاية هذا التدريب الذي أجري في المركز الصحي بكرو شهر دجمبر 2015 أضحت تعمل في المركز الصحي "Gueyba" على بعد 7 كيلومترات من قرية لكلاكمه.

 

ومقابل هذه "المهمة الاجتماعية" تحصل رقية على 10.0000 أوقية، وبدأت في تجارة بيع الملاحف، وهي بضاعة تروج بعض الشيء.

 

فاتيح ولد موسى وجيه من لكلاكمه ورئيس لجنة إدارة القرية يوضح "الوعي الفردي عام" وهو ما جعل خطر وفاة نسائنا أضحى في تراجع بفعل الطب الحديث، فالإقبال على الطب التقليدي أضحى في تراجع" يقول.

 

رئيس قرية "Taghadett Iriji" على بعد 18 كلم من مدينة كرو أحمد ولد ابراهيم ورئيس أيضا لجنة إدارة الصحة يذكر حالات الوفيات بالقرية أثناء الولادة قبل قدوم المشروع "مشروع صحة الأم والطفل".

 

"مع التحسيس الذي قام به أصحاب المشروع، وأيضا من خلال متابعة الرجال والنساء، فإن الولادة عبر المساعدة الطبية وضعت حدا لمأساتنا" يؤكد ولد ابراهيم. ويؤكد على الصعاب المتعلقة بالتنقل إلى المركز الصحي بمقاطعة كرو.

 

"النقطة الصحية في محيطنا غيرت الكثير من الأشياء" يقول ووجهه مستبشر.

 

(*) للإطلاع على أصل التقرير اضغط هنا