الادارة الجهوية للتهذيب بآدرار المهنية المفقودة

أعتذر للقارئ الكريم عن النبرة الحزينة التي قد يلمسها في سطور هذا المقال
الذي أسلط فيه الضوء على جوانب من مشاكل التعليم في هذا الجزء من الوطن أعرض
لها من منطلق الواجب المهني والضمير الأخلاقي ليس إلا وغني عن القول أن تلك
المشاكل باتت تلقي بظلالها على الكل هنا.

فالإدارة الجهوية الوصية أضحت اليوم اكثر من أي وقت مضى وكرا حصينا للمحسوبية
الضيقة والبيروقراطية المقيتة بأبشع صورها وتجلياتها مما لا نجد له نظيرا في
باقي مثيلاتها الأخر.

فهي قبلة للباحثين عن أجواء الراحة والإستجمام من معلمين أنهكتهم السنون
الدراسية العجاف وضاقوا ذرعا بمتاعب التربية وأعبائها الشاقة العسيرة فهذا
مستشار وذي ملحقة إدارية وهؤلاء رؤساء أقسام وأولئك مكلفون بمهام لدى المدير
واللائحة تطول بالألقاب الوهمية التي لا وجود لها إلا في أذهان أصحابها أو على
مذكرات عملهم ممن آثروا طواعية طريق البطالة المقنعة أو هكذا يمكن وصفها هربا
من الروتين المدرسي الرتيب حتى قال لي أحدهم متندرا :

 

لو قسم عدد المحالين إلى الإدارة الجهوية على مدارس المقاطعة لوسعها كلا ومما
يزيد الصورة قتامة أن السيد المدير يتبجح جهارا نهارا بكونه صانع أمجاد هؤلاء
وولي نعمتهم وأن هذه سبيل سالكة أمام كل من يربطه بأصحاب النفوذ والمراكز حتى
النقابات بدورها لم تسلم هي الأخرى من الاكتواء بنيرانه فتعرض مناضلوها
للإغراءات والضغوط حتى لا تنبس ببنت شفة ومما يؤسف له في هذا السياق أن يظل
السيد المدير متشبثا عن عمدية وسبق إصرار بمواقفه الرافضة لأي حوار مع
النقابات بشأن تلك المشاكل وكأن الحوار ليس سنة دأبت على نهجها الوزارة مع
كافة المعنيين بالقطاع .

ولعل من أكبر المعوقات البادية للعيان النضوب الحاد في أعداد المعلمين الذين
جرفهم سيل التحويلات العارم إلى العاصمة بإقتراح من السيد المدير يعززه تواصل
مسلسل التفريغ أو ما أسميه (التسييب) الذي يشرف عليه ويديره السيد المدير نفسه
يقابل ذلك شح في الوافدين إلى الولاية من مخرجات مدرسة تكوين المعلمين التي
عودتنا السنوات الماضية أن تضرب للولاية بسهم يتجاوز العشرات وهو ما تقلص
بنسبة كبيرة لا لشيء سوى المغالطات التي تحملها رسائل المدير الموجهة إلى
الوزارة المؤكدة ألا حاجة ماسة للمعلمين مكتفيا بسد النقص بالعقدويين من أبناء
العمومة والجهة ليظل أطفال الولاية الخاسر الأكبر والضحية المقدمة قربانا على
نصب المصلحة الشخصية والزبونية الضيقة والمافيوية الآثمة .

ينضاف إلى ما سبق ذكره الفساد المالي المستشري في أوصال هذه الإدارة الذي
يترجمه بجلاء صرف تعويضات الطبشور والازدواجية والساعات الاضافية لمن لا
يستحقها ولا يؤدي خدمة مقابلها وإذا كانت هذه التصرفات المشينة قد فاقت حدود
المعقول فإننا نطالب – من باب الشفافية – أن تسلم النقابات نسخا من لوائح
المستفيدين من تلك التعويضات حتى لا تضيع الحقوق ويهدر المال العام وإنني في
نهاية هذه السطور لأبرأ إلى الله تعالى أولا ثم إلى الوزارة ثانيا من هذه
السلوكات اللا أخلاقية المسيئة لإدارتنا ومنظومتنا القيمية وأطالبها بالضرب
بيد من حديد على المسؤولين عنها تمشيا مع الحرب الضروس التي تشنها الدولة على
الفساد والمفسدين .

سيد بن إسلم بن اعليه
الأمين العام لقسم النقابة الوطنية للمعلمين بمقاطعة أطار