هل قرر الغرب الاستجابة لدعوة الرئيس؟

وجه الرئيس الموريتانى فى التاسع عشر من دجمبر 2014 دعوة للأطراف الليبية من أجل التدخل العسكرى فى ليبيا، لمنع تحول البلد النفطى الصحراوى إلى بؤرة لتفريخ الإرهاب بالقارة، وتهديد فضاء دول الساحل على وجه الخصوص.

ولد عبد العزيز وفى رده على سؤال لموقع زهرة شقينط خلال قمة رؤساء دول الساحل بنواكشوط (19-12-2014)دعا المجتمع الدولى بالتعاون مع الإتحاد الإفريقي إلى تشكيل قوة عسكرية لمواجهة الوضع المتصاعد بليبيا، وهزيمة الإرهاب، ومساعدة الليبيين فى بناء مؤسسات ديمقراطية مستقرة.

وأضاف "دول الساحل"تقدمت بطلب رسمي لمجلس الأمن والسلم بالاتحاد الأفريقي من أجل تشكيل قوة دولية للتدخل العسكري بليبيا".

 

واستردك ولد عبد العزيز موقفه قائلا إن القرار فى النهاية يعود للشعب الليبى.

 

تصريحات الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز قوبلت بتحفظ كبير داخل الأوساط الليبية، وقال العالم الليبى البارز على الصلابى إن دعوة الرئيس الموريتانى على هامش قمة "ـ "مسار نواكشوط" التي عُقدت في موريتانيا للأمم المتحدة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا وفرض نظام بالقوة على الشعب الليبي، واعتبر ذلك دعوة صادمة ولا تنسجم مع تطلعات شعوب المنطقة المغاربية والعربية وقبلهم الشعب الموريتاني".

 

وأضاف فى تصريحات نقلتها قدس بريس "أستغرب بشدة أن تصدر من العاصمة الموريتانية نواكشوط ومن الرئيس محمد ولد عبد العزيز شخصيا دعوة للأمم المتحدة من أجل التدخل العسكري في الشأن الليبي في الوقت الذي كان عليه أن يتوسط بين جيرانه الليبيين ويكون رافضا لأي دور عسكر خارجي في ليبيا".

 

كما سارعت الجزائر إلى رفض دعوة الرئيس الموريتانى للتدخل العسكرى فى ليبيا، وقال وزير خارجيتها رمضان لعمامرة فى تصريح بثته وسائل اعلام جزائرية فى التاسع عشر من فبراير 2015 "إن بلاده لا تؤمن بالحل العسكري و لا اعتقد أن تصعيد الوضع من خلال التزويد بالسلاح أو إجراءات من هذا القبيل قد يشجع على تحقيق التهدئة للتوصل الى الحل التوافقي المنشود".

 

كما سارعت الحكومة الاشتراكية المشغولة بالوضع العسكرى فى ماليى إلى المسارعة لتبنى موقف الجزائر، ورفض فكرة التحالف الغربى الإفريقي الرامى لفرض السلم فى ليبيا.

 

واكتفى وزير الدفاع الفرنسى فى مقابلة مع مجلة "جون آفريك" بالقول اذا جمعنا قوة طرابلس والقوة العسكرية الموجودة فى طبرق، فإن تنظيم الدولة سيزول من المنطقة بشكل نهائي.

 

غير أن تحرك "داعش" باتجاه الهلال النفطى خلال الفترة الأخيرة أربك خطط المعارضين، الباحثين عن مصالح بلدانهم، ودفع بفرنسا وأمريكيا إلى التحرك دبلوماسيا باتجاه الجوار الليبى من أجل اقناع الأطراف كافة بضرورة القيام بعملية عسكرية جوية وبرية لطرد التنظيم وتدمير أبرز مقاره بليبيا.

 

وتقول الصحف الجزائرية إن الحكومة الفرنسية ابلغت الجزائر بقرب العملية، لكن وزير الخارجية لعمامره اختار الصمت هذه المرة، كما لم يصدر أي تصريح رافض من القوى الليبية الداخلية خصوصا فى ظل استهداف "داعش" للعاصمة طرابلس و"أزليتن" وزحف مقاتليها باتجاه "صبراته" وإغلاق تونس الجزئي للحدود بفعل الرعب الذى ينتاب كبار سياسييها.