الابتسامة لغة الأطفال الأزواديين النازحين

لم يمنعهم البؤس الضارب بأطنابه على مخيم اللاجئين الأزواديين بموريتانيا، ولا الخوف الذي أضطرهم إلي الفرار من ديارهم إلى المجهول،ولا ارتفاع درجة الحرارة من التعبير عن مآسيهم ببسمة تخفى ورائها الكثير من المشاغل والهموم.

 

"محمد" و"آمنة" وصلا قبل سنتين إلى مخيم أمبره شرق موريتانيا بعد أن تأكدت أسر عربية وأخرى طارقية بأن الحرب الفرنسية على الشمال المالي  أمر محتوم.

 

داخل معسكر اللجوء الجديد بالشرق الموريتاني تنعدم أغلب مظاهر الحياة الكريمة، وتنتشر الأمراض بين الأطفال بفعل الغبار والأتربة التي تحملها الرياح الشديدة،والكثافة السكانية وضعف الرقابة على المياه والغذاء، مع ارتفاع درجة الحرارة إلى أعلى معدلاتها في فصل الصيف (45 درجة مئوية). غير أن أطفال الحي قانعون بالموجود رغم تطلعهم للأحسن.

 

يشكو الأطفال في أحاديهم البريئة خسارة الدراسة بفعل منع المتشددين الإسلاميين للتعليم النظامي سابقا، وتزداد المخاوف من خسارة المزيد بفعل انعدام المدارس بمخيمات اللجوء، وتضائل فرص العودة في ظل انهيار الأمن القائم حاليا بأغلب مدن الشمال المالي منذ سقوط حكم أنصار الدين علي يد القوات الفرنسية.

 

يتشاغل الأطفال بكل زائر، ويفضل آخرون قضاء أغلب أوقاتهم وهم يلعبون بين خيام النازحين ضمن حالة إنسانية تكشف مساوئ الحروب، وعمق الأزمة القائمة حاليا بين الشمال والجنوب.