
تعيش العاصمة الاقتصادية نواذيبو حالة من الترقب الحذر فى انتظار وصول الرئيس وكبار معاونيه، للإشراف على العرض العسكرى الأبرز بتاريخ البلد، وسط تنافس شديد بين القطاعات الوزارية من أجل كسب قلب الرئيس، والظهور بمظهر المنجز على الأرض.
الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (أسنيم) ضاعفت من جهدها خلال الساعات القادمة من أجل طلاء المركز الصحى التابع لها، وتبليط الطرق المؤدية إليه، من أجل استغلاله فى الدعاية السياسية للمرة الثالثة، بعد أن أشرف على الرئيس على وضع حجر الأساس له قبل فترة، وتابع الأشغال فيه خلال زيارته الأخيرة لنواذيبو، ويتوقع أن يزوره الآن رغم تأخر الأشغال، وعدم اكتمال الأعمال.
شاحنات "أنير" واصلت العمل طيلة الساعات الأخيرة من أجل تعبيد الشارع المؤدى إليه، بعد أن تمكنت فرق تابعة للشركة من تغيير لونه إلي الأبيض خلال اليومين الأخيرين.
وقرب مركز أسنيم الصحى، سارعت وزارة العدل الموريتانية إلى رفع صور الرئيس ولافتاتها الملونة على حائط السجن القديم، معلنة عن تأسيس فرع جديد من مركز إصلاح القصر بالعاصمة نواكشوط، بدعم وتمويل أوربى خالص، بينما لايزال التنفيذ محل جدل بشأن غياب أرقام واضحة عن حجم الصفقة المذكورة والجهة الفائزة بها والآجال القانونية المحددة لها، ومكتب المراقبة المكلف بمتابعة الأشغال.
وفى الشارع الرئيسي وسط العاصمة الاقتصادية نواذيبو نصبت خيمة العرض، وتم إغلاقها باحكام، مع وضع مقرين للتلفزة الموريتانية والإذاعة عن يمين ويسار المنصة، تمت مراعاة الأحجام فيهما، حيث تم نصب مقر التلفزيون على اليمين، ونصب مقر الإذاعة على اليسار مع اختلاف فى المساحة الممنوحة لهما.
وعلى الخط ذاته دخلت شركة موريتل – ذات الخدمات الرديئة- ونصبت مركزا متنقلا من أجل تعويض النقص الملاحظ فى خدماتها داخل المدينة خلال أشهر السنة، وتدارك أي خلل قد يعطل الخدمة خلال الفترة الحالية، مع ترك المجال مفتوحا للمغادرة فور انتهاء المهمة ومغادرة الوفد الرسمي.
وفى مركز معاوية الثقافى أقامت رابطة الساحل بقيادة الأستاذ أحمد باب ولد أحمد مسكه محاضرة عن تاريخ البلد، سمح فيها بالممنوع طيلة العقود الأولى للنشأة، وتحدث فيها منحدرون من الشمال عن المقاومة والثقافة والرفض الذي جوبه به دعاة التغريب وأزلام المستعمر خلال القرن التاسع عشر.
أما الشوارع التي افتتحتها وزارة التجهيز وأشرفت عليها لجان حكومية رفيعة طيلة السنة، فقد أخذت زخرفها من الألوان الخضراء والصفراء، وباتت أغلب اللافتات مسخرة لعبارات تمجد العيد والرئيس والجيش، مع خلاف كبير بين المنطقة الحرة والقوى السياسية الراغبة فى التعبير عن ذاتها ومواقفها تجاه الحدث والقائمين عليه، وسلطة إدارية تشعر بانتقاص صلاحياتها منذ إعلان المنطقة الحرة، وتحول الطرف الممسك بملف الاقتصاد والتنمية إلى جهة قرار يأمر وينهى داخل العاصمة الاقتصادية نواذيبو.
أما القوى الداخلية فقد اكتفت بالعمل من خلف الستار، وتعزيز العلاقة بالوافدين من العاصمة نواكشوط، وخصوصا رجال الأمن والعسكر ورموز القوى السياسية المقربين من الرئيس.





