وزيرة في مهب النيران / محمد الأمين ولد مني

 

 

يحيى بن بَيبَّه أستاذ للأدب العربى و إعلامى بارز عرفت ساحاتُ التربية و الثقافة و الإعلام قلمَه اللاذعَ و صوتَه الجاد و معالجاتِه الاستقصائية المؤصلة الميالة إلى سخرية جادة لا تخطئ سهامُها النفاذة .. كاتبا مسكونا بالهم و منتجَ برامج إذاعية و تلفزيونية جريئة (بصراحة ـ شواهد و مشاهد ...) أخذت منه الهجرة إلى الشرق قرابة العقدين بنى فيها مكتبة كبيرة و غنية استهوته فيها بحوث الزراعة و متعلقاتها فحولت أكبر اهتمامه إلى الاستثمار فى هذا المجال فحط رحاله فى ولاية اترارزه و أسس نقابة باسم "رابطة التطوير و التنويع الزراعى " و وجد فيه المزارعون ركنا مكينا للدفاع عن حقوقهم و كشفِ الاختلالات الجوهرية فى مسار الحملات الزراعية و نظر " تبتابة " القطاع إلى ثقافته الواسعة و المتخصصة عن الزراعة باعتبار خبرته و صدقه تهديدا خطيرا لمصالحهم خاصة بعد جولات مداخلاته الكاشفة أمام رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة.

قاد ولد بيبه غزوتين لاختراق سُرادِق الديماغوجية و الكذب السياسى التى ظلت تحجب الحقيقة عن السلطة العليا ، دَبَّج فى الأولى رسالةً مكتوبة على القماش زاد طولها عن 1000م و استغرقت كتابتها شهرين أسفر الحديث الأسطورى فى أمرها الإِمر عن تدخل مباشر من رئيس الجمهورية أمر فيه بتحقيق مطالب المزارعين  و ركزت الغزوة الثانية على عريضة قضائية تتعلق بمشكلة الأسمدة حيث تدخل الرئيس أيضا و تم توفيرها بكميات كافية .. الغزوة الثالثة بدأت الآن إرهاصاتها بمقالات مكتنزة بالحقائق و الأرقام الدقيقة عن تراجع ثورة الزراعة التى أطلقها الرئيس ول عبد العزيز و عبأ لها إمكانات كبيرة .. و تبدو ملامح النكوص الزراعى فى تخلى الدولة عن شراء منتوج الأرز و إغراق السوق ، ما يؤدى إلى كساد محتم بدأت بوادره تقنع المزارعين بهجران الزراعة و البحث عن فرص أخرى للعيش و الاستثمار

 

المعارك التى خاضتها الرابطة مع المستشارين و الخبراء و المنتفعين فى عهد ول محمد المختار تجعل بنت اممه  فى مرمي نيران "رابطة التطوير والتنويع الزراعى" إن لم يَهدِها ذكاؤها السياسى و خبرتها الإدارية إلى تدبير عاجل يعالج ما ورثته عن سلفها من إشكالات معقدة تحتاج صدقا مع الذات و مع الحكومة ينتج حلا سريعا لتوطين الفاعلين فى الزراعة و تثبيتهم على طريق الشعار الحلو "الاكتفاء الذاتى " فى مجال الأرز على الأقل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وزيرة فى مهب النيران   

 

وزيرة الزراعة الجديدة ورثت عن سلفها قطاعا قدمته ديماغوجية الحكومة و كأنه يقود ثورة تسفر عن سلة غذائية تُجاوز السوق للتصدير  مع الكهرباء

 و من خلال تدابير شراء المحصول و توفير البذور و الأسمدة و وحدات الفلاحة و الحصاد و التقشير و بعض القروض اقتنع فاعلون بالاستثمار فى القطاع

 

رغم خُطب ول محمد امبارك المعسولة لم يستفد المزارعون إلا بشق النفس و بكفاح نقابى مستميت قادته رابطة النتويع و التطوير الزراعى بإدارة الكاتب و الصحفى الجريء و المخضرم يحيى بن بيبه الذى قاد غزوات كان بعضها فى يوم جُمِع له الناسُ أمام رئيس الجمهورية عرض فيه ول بَيبَّه معلومات لا مناص من الاعتراف بها و تقويم اختلالاتها الجوهرية

و كانت الرابطة قد أنتجت للرئيس رسالة مكتوبة على قماش طوله يزيد على ألف متر و استغرقت كتابتها شهرين كاملين

 

و هى الأن " متكمكمة " فى بيت بإحدى قى اترارزه !