قال رئيس الشبكات الجهوية للشباب بالحوض الشرقي، والناشط في الأغلبية الرئاسية أحمد ولد علال إن مهرجان النعمة الثقافي الحالي، محطة من محطات التحول الثقافي القائم في البلد منذ انتخاب محمد ولد عبد العزيز رئيسا له، وإنه نقطة تحول فى الوعى الجمعوي كذلك لدي الشباب عموما، وفي الحوض الشرقى على وجه الخصوص.
وأضاف ولد علال – وهو أحد القائمين على التظاهرة السنوية بالولاية- فى مقابلة مع زهرة شنقيط إن التحديات الكبيرة التى تواجه شباب المنطقة دفعت بهم إلي اطلاق مبادرة، من شأنها انعاش الساحة الثقافة، ونفض الغبار عن تاريخ البلد وتراثه، وربط الشباب بمسار تعبوي مفيد للتنمية، ومن شأنه تعزيز استقرار المنطقة ، مذكرا بواقع البلد قبل فترة من الآن.
وحول أبرز مايميز المهرجان قال ولد علال إنه فرصة لإكتشاف المواهب الشابة، بغية تنميتها والمحافظة عليها. إنه المجال الذي يسمح للعاملين في الساحة المحلية من ابراز المجهود الثقافي، واعطاء الشباب فرصة للتعبير عن ذاته، عبر تنافس إيجابي في مجمل أوجه الثقافة الشعبية، كما أن له دور تنموي من خلال تعزيز اللامركزية، واحياء الساحة المحلية بسهرات ثقافية وفنية ومواجهات كروية، يحصل الفائزون فيها علي جوائز مادية ومعنوية مفيدة.
وعن أبرز التحديات التى تواجه العامل الثقافي بالولاية قال ولد علال إن تجربته في إدارة العمل الشبابي بأكبر ولاية في البلد (400 ألف نسمة) خلال السنوات الخمس الماضية أتاحت له فرصة لاكتشاف التراث المهمل سابقا، والجهود النخبوية الضائعة، كما شعر بصعوبة التحدي في منطقة تربطها حدود شاسعة مع دولة تعيش استقرارا هشا، وتنشط فيها شبكات الجريمة بشكل كبير، وهو ما يستقطب الشباب غير الواعي وغير المحصن.
ويري ولد علال أن التوجيهات التى عملت بها الحكومة ابان وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للحكم 2009، كانت بالغة التأثير على الأرض، لقد أعاد المجتمع المحلي اكتشاف تراثه، فكان مهرجان "ولاته" نقطة تحول، كما شعر البعض الآخر بأهمية المخزون الثقافي في منطقة تحتضن مقر أكبر مملة في تاريخ القارة "مملكة غانا"، وشعر الشباب عبر روابط جهوية شبابية بأن التنوع الحاصل مصدر ثراء وفخر، وعنصر تثبيت مساعد فى بناء البلد واستقراره، فذابت الفوارق الاجتماعية والثقافية ، وجمعت الروابط الشبابية جهد الشباب المشتت في السابق، وكان برنامج دعم الشباب الذي اطلقه الرئيس علي هامش مهرجان ولاتة الثقافي نقطة تحول باتجاه بناء مؤسسات ثقافية محلية قادرة علي القيام بدورها، حيث تم تأجير 6 مقار جهوية للشباب في الولاية، تم تزويدها بما تتطلبه من أجهزة ومكاتب وتلفزيونات، وباتت محط جذب للشباب الراغب في انجاز مهمة أو متابعة مباراة أو متعطش لنقاش علمي يفيده، بعد أن كانت جذور التواصل مفقوده، والعلاقة البينية غائبة، والثقة معدومة بين الأندية والروابط.
آمال كبير وتحديات حاضرة
وعن المجلس الأعلي للشباب الذي اعلنه الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل أسبوع، قال أحمد ولد علال إن اخراج المجلس بهذه الطريقة المقنعة للشباب والرأي العام عموما، واعلانه بمرسوم رئاسي خاص، يعطيه الكثير من المصداقية داخل الساحة، ويضع عليه العبئ الأكبر في مواجهة التحديات التي يعيشها الشباب الموريتاني.
ورأي ولد علال أن الرئيس يمكنه أن يضع الخطوط العريضة، ويساهم في رسم التصور، ويمنح الوجود القانوني، ويوفر التمويل المطلوب، لكن العمل فى النهاية يجب أن يتحمل فيه الشباب القسط الأكبر، وأن يكون رفع التحدي مسؤولية الشباب، من أجل القيام بما ينفع الناس ويمكث في الأرض، واقناع الآخرين بأنهم فعلا علي قدر التحدي، وأهل للثقة الممنوحة من قبل الجميع.
واعتبر ولد علال انشاء مفوضية للشباب أمر بالغ الأهمية، حيث يوجد مجلس أعلي للشباب معني برسم السياسات الخاصة بالفئة الأكثر قدرة علي الإنتاج، ووكالة معنية بفتح آفاق جديدة أمام العاطل من الشباب عن العمل، وشبكات جهوية تشكل الحاضنة الأساسية لأي فعل في الداخل، مسؤول ومنظم ومقنع، لكن تشتيت الجهود يضيع الكثير من الفرص، ويهدر الكثير من الأموال، ولو تم جمع الهيئات الثلاثة في مفوضية واحدة، لكن ذلك أزكي وأقوم، مع ترك الرياضة مستقلة ، تعزيزا لما تحقق فيها خلال المأمورية الأولي، وتوحيدا للموارد الموجهة إليها، مع ترك القضايا الشبابية للمفوضية كجهاز يجمع وينسق مجمل المشاريع الموجهة للشباب، ويتابع تنفيذ مجمل الخطط المرسومة له من قبل القائمين علي الشأن العام بموريتانيا.