
تنتهى فجر يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 فعاليات الزيارة الرئاسية التى شملت مقاطعات الحوض الشرقى الثمانية، وسط أجواء احتفالية كبيرة من طرف أبرز الكتل السياسية بالولاية والفاعلين.
ولعل هذه أبرز الملاحظات التى يمكن الخروج بها مع نهاية الجولة الرئاسية التى بدأت من مقاطعة النعمة ، واختتمت بمقاطعة جكنى :
1- أنها المرة الأولى التى يقرر فيها رئيس جمهورية زيارة كل المقاطعات دون أن تكون للزيارة دواعى انتخابية أو سياسية مباشرة ، وفيها يستمع لمجمل الأطر المعروفين بالمنطقة دون تمييز على أساس الموقف أو السن أو اللون ، مع بذل الجهود الممكنة للإطلاع على أبرز المشاريع المنفذة من طرف الحكومة ، وإعطاء صورة عن حجم المنجز للسكان فى المناطق المشمولة بالزيارة بالأرقام ، والخوض فى التفاصيل الدقيقة للعمل المقام به من أجل تعزيز التنمية وإعادة الأمل للناس.
2- كونها أول زيارة رئاسية يقوم بها رئيس جمهورية لأكثر من 600 ألف مواطن ، دون أن يسمع مايغيظه ، حيث لم يواجه بكلمة نابية واحدة طيلة محطات الرحلة الممتدة لعدة أيام ، ولم يتعرض لموقف غير متوقع من أي مواطن مهما كان ، ولم يواجه بالاحتجاج من قبل معارضيه فى أي مقاطعة ، كما لم يجد نفسه مضطرا لتقليص برنامجه المعلن مسبقا، ولم تدفعه الحاجة لتعديل خطط الزيارة أو محطاتها ، بحكم السير الحسن للزيارة ، والإجراءات المصاحبة لها.
3- كما أنها تضمنت رسائل داخلية وخارجية بالغة الدلالة ، فلأول مرة يبيت رئيس دولة من دول العالم الثالث على بعد 7 كلم من أبرز معاقل القاعدة وأخواتها، دون إجراءات استثنائية ، أو تغيير موقع الإقامة المعروف من كل السكان، أو تعزيز الإجراءات الأمنية حول محيط المنزل الذى يقيم فيه، مع فتحه المجال أمام العشرات من أجل الدخول عليه دون تفتيش ، ومجالسته دون مسافة تذكر ، والظهور فى بث مباشر لساعتين من موقع إقامته بعدل بكرو ، مؤكدا للعالم دون استثناء بأن موريتانيا دولة آمنة بحق ، وأن الجيش الذى بناه وقاده لعشر سنين قبل وصوله للسلطة 2019، بيده تسيير الإجراءات الكفيلة بتوفير الأمن للزائر والمقيم.
4- خلال الزيارة أستغل رئيس الجمهورية بنجاح محطات الزيارة الحالية لتعويض الضعف الملاحظ فى بعض أذرع الجهاز الاعلامى الحكومى، وماهو ملاحظ من فضل فى بعض القطاعات الحكومية ، والهجر الواضح عن القيام بالدور المنوط بها. حيث أستغل المهرجان الافتتاحي لعرض المنجز للولاية بالتفاصيل وبأسلوب مبسط ، واستعرض أبرز المشاريع المنتظر تنفيذها من قبل الحكومة ، وحفز الشباب على العمل ، وتعهد بتوفير بعض المشاريع الجديدة لصالح المقاطعات المشمولة بالزيارة . مع استغلال بعض محطات الجولة الرئاسية لرسم ملامح الخطاب المنتظر من الأغلبية. حيث حارب القبلية والجهوية والفئوية ، وأثنى على المدرسة الجمهورية وما تحقق فيها ، وحث على التعليم بكل أنواعه، وكرس وحدة الأغلبية الرئاسية ، وقطع الشك باليقين حول الجدل القائم بشأن خلافته، ورسم ملامح التعديل الدستورى المنتظر، وكانت مواقفه المعلنة من بعض القطاعات الحكومية (الجيش والأمن والمدرسين) بحجم المسؤولية التى عرف بها منذ وصوله للسلطة بموريتانيا 2019.
5- كانت الزيارة فرصة كذلك لتفعيل بعض القطاعات الحكومية الحيوية ، وضخ جهد مضاعف فى العديد من الدوائر الرسمية ، وخصوصا قطاعات الصحة والمياه والكهرباء ، وهي إجراءات - حتى ولو كان بعضها متزامن مع الزيارة - لكنها فى الواقع كشفت عن ملامح مستقبل يراد له أن يكون مختلفا عما سبق، وذلك بتحديد نقاط الخلل، وإعطاء دفعة للعديد من المشاريع، ولعل أبرز ماتم فيها هو إطلاق محطة كهرباء جديدة بمنطقة أظهر لصالح مشروع مياه بحيرة أظهر ، وإطلاق مشاريع أخرى فى مجال الصحة والطرق ، والتعليم والمياه، مع رفع المظالم عن بعض المتضررين هنا وهنالك.
6- كما أنها أول زيارة بهذا الحجم إلى مناطق الداخل خلال العقود الأخيرة ، لايكون فيها للوزير الأول حلف معروف داخل المنطقة، ولاخصم معلوم من أهل السياسة والرأي ، ولا تسجل فيها أي مداخلة تحمل تصريحا أو تلميحا يما مس من كفاءة الحكومة ، أو يطعن فى تمثيلها للشعب بشكل مباشر أو غير مباشر ، أو يطعن فى شفافية التوزيع المعتمد فى مجال تسيير المشاريع الحكومية ، أو يناقض المعلن من تدخل الأجهزة التنفيذية فى مجمل المجالات المنصوص عليها فى برنامج التدخل الخاص.
7- خلت أيام الزيارة الرئاسية الثمانية - رغم قوة الحشد والتنافس - من أي مواجهة أو شجار، أو صراع داخل مجمل الجلسات المشتركة، أو الإستقبالات الشعبية، رغم مشاركة الآلاف فى مجمل المحطات من مختلف القبائل والأعراق.
#زهرة_شنقيط
#تابعونا
.jpg)










