
لاتشكل زيارة الرؤساء للحوض الشرقى فرصة لإستعراض أوجه الولاء السياسى للرئيس، أو استعراض المكانة الاجتماعية والسياسية للأحلاف والقبائل والأشخاص فحسب، بل هي فى الغالب فرصة لإظهار الامتعاض من بعض دوائر صنع القرار، واستغلال الوقت المتاح قبل الزيارة ، والأنشطة السياسية المحضرة لتوجيه صفعة لهذا الطرف أو ذاك، وإظهار الانقسام حول المستوى الثانى من الجهاز التنفيذى (الوزارة الأولى) بين مشيد بما تحقق، ومطالب بالتغيير بدعوى التخبط والتقصير والفشل ، أو معرض بها فى أحسن الأحوال دون الهجوم بشكل مكشوف على الرجل الثانى فى هرم السلطة التنفيذية ، مع فرز الكتل السياسية والحشود القبلية على شكل أحلاف لبعض دوائر صنع القرار، بدل توحيد الجهد لإستقبال الرئيس واظهار الدعم المباشر له.
غير أن الزيارة الحالية بدت مغايرة فى الشكل والجوهر للمعهود من زيارات الرؤساء للمنطقة منذ عقود :
- فهي أول زيارة شاملة لكل مقاطعات الولاية ، مع برنامج شبه موحد (استقبال جماهيري واجتماع موسع بالأطر).
-
- وهي أول زيارة تجمع بين إطلاق المشاريع التنموية (برنامج التدخل الخاص البالغ تمويله 280 مليار أوقية) ، والأنشطة السياسية لرئيس الجمهورية فى بداية حراك سياسي قد يمهد لوضعية دستورية جديدة بموريتانيا.
- وهي أول زيارة يستقبل فيها الكل رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى دون مقاطعة من أي جهة سياسية، أو ظهور أي امتعاض قبل الزيارة من أي كتلة سياسية، أو تجميد أي طرف لنشاطه بدعوى التهميش أو المغاضبة، أو لنقص فى المشاريع الموجهة، أو لوجود حيف فى الخطط التنموية التي تم اعتمادها من قبل الحكومة.
- وهي أول زيارة لايوجد فيها حلف للوزير الأول ولاحلف ضد الوزير الأول، ولايوجد فيها استهداف لأي طرف من قبل الوزير الأول ولا إجراء تمييزي لصالح أي طرف من قبل الوزير الأول ، أو الجهات الممسكة بالقطاعات الخدمية ذات العلاقة المباشرة بالسكان من أجل تعزيز الموقع أو دفع المغاضب.
- وهي أول زيارة لرئيس الجمهورية إلى الحوض الشرقى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، مما يعنى أنها أول فرصة لشكر الأطراف المحلية التى أنحازت لبرنامجه الإنتخابى، وبحث الأسباب التى دفعت البعض للتحفظ عليه ، أو العزوف عن المسار الإنتخابى الأخير، مهما كانت طبيعة تلك الأسباب أو علاقتها بالواقع السياسى المعاش.
- وهي أول زيارة رئاسية يزور فيها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى المنطقة منذ تكليف حكومة جديدة بتدبير الشأن العام بموريتانيا، وهي فرصة فى الغالب للتقييم ومناقشة الأرقام ، والإطلاع عن قرب على ماتحقق بالفعل للمواطنين.
- وهي أول مرة يزور فيها رئيس جمهورية ولاية الحوض الشرقى ، ولاتوجد فيها بلدية واحدة إلا وفيها مشروع مكتمل خلال العام الحالى ، أو مشاريع تنموية قيد التنفيذ.
#زهرة_شنقيط
#تابعونا
.jpg)










