
شكل الحفل الذى أقامه وزير الصحة محمد محمود ولد أعل محمود بمنزله بالعاصمة نواكشوط فرصة للوزير القادم من دهاليز قطاع متخم بالمشاكل والتحديات إلى فضاء الشأن العام، والخروج من عباءة التيكنوفراط إلى عالم السياسية والتدافع من أوسع أبوابه ، مقدما نفسه كممثل شرعى لمقاطعة ينظر إليها كواجهة للفعل السياسى بالحوض الشرقى عموما .
حاول الوزير طيلة الأسابيع الأخيرة جمع شتات حاضنته الاجتماعية، والظهور بمظهر القائد الذي يجب أن يسايره الجميع بحكم موقعه السياسي فى الوقت الراهن ، والتكليف الواضح لكل أعضاء الحكومة بالقيام ببعض الأدوار السياسية لصالح النظام الذي ينتمون إليه ، وإنهاء حالة العزلة التى كان بعض التيكنوقراط يجدون فيها فرصة للهروب من استحقاقات المنصب، والاحتماء بها من أتون الخلافات الضيقة.
لذا كان الدعوة شاملة لكل أطراف المجموعة القبلية تحديدا، مع بعض الاستثناءات المحدودة، وكان حضور الأطر فيها أكثر من لافت، لكن كانت لأهل السياسة كلمتهم فى النهاية، وقد اختاروا بشكل جماعى إرسال رسالة واضحة للوزير ولأصحاب القرار معا ، مفادها نحن خارج اللعبة فى الوقت الراهن ، وداعمون للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى من دون عنوان من العناوين المطروحة حديثا فى الساحة المحلية ، وغير معنيين بما يجرى خلف الكواليس من تفاهمات لا تأخذ الواقع على الأرض بمحمل الحد..
فمن بين 14 عمدة ينتمون لحاضنته الاجتماعية ، و5 نواب داخل البرلمان ونائب رئيس الجهة ، لم يتمكن الوزير محمد محمود ولد أعل محمود من إقناع أي منتخب للحضور إلى حفله المقام بنواكشوط، بينما كان الوزراء السابقون إلى جانبه دون استثناء، مع بعض الأطر العاطلين عن العمل ، وكأنها حفلة تضامن مع وزير لايريد أهل السياسة أن يمنحوه قيادة الحاضنة الاجتماعية فى الوقت الراهن ، أو لايريدون علي أصح تعبير تزكية تعيينه فى منصبه الحالى، تاركين للسلطة حق التقدير واختيار من تراه مناسبا لبعض المناصب كيف تشاء، ومحتفظين لأنفسهم بحق التعامل معه، أو الوقوف فى وجهه، وهو ماكان جليا فى غياب أهل السياسية والتأثير عن حفل الوزير الأخير.
#زهرة_شنقيط
#تابعونا
.jpg)










