نواكشوط الشمالية : أزمة العطش تكشف ضعف المنتخبين وهشاشة المنظومة الإنتخابية (تقدير موقف)

أظهرت أزمة العطش الناجمة عن الإصلاحات الجارية بشبكة المياه على مستوي المصدر ، ضعف الأداء الملازم لأغلب المنتخبين بنواكشوط الشمالية ، وهشاشة المنظومة الانتخابية بموريتانيا، حيث يتم تمثيل الآلاف من السكان من قبل زائر يدفع ملفه عند أقرب إدارة من إدارات المستقلة للإنتخابات ، ثم يعود لنواكشوط العربية من أجل الإقامة وإدارة الصراع الإنتخابى.

 

نواكشوط الشمالية التى تمتلك سبعة نواب فى البرلمان، ولديها ثلاث عمد، وساهمت فى حسم معركة الجهة بنواكشوط ، وساهمت فى إيصال مجمل نواب اللوائح الوطنية للبرلمان، يواجه سكانها العطش منذ أيام ، وتراكم الأوساخ منذ أشهر، والبطالة منذ عقود، وضعف الأمن المصاحب لمشاكل الحياة؛ دون تدخل من الجهات المفترض فيها تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه سكان المنطقة .

 

بل إن بعض نوابها لم يطرح مشكلة من مشاكلها قط فى البرلمان الموريتانى ، والبعض الآخر لم يشترك مع سكانها فى فرح من أفراحهم على محدوديتها، ولم يساهم قط فى تحمل بعض الأعباء  التى تثقل كواهل نساء وشباب وشيوخ الولاية، رغم وضعه المادى المريح، وحجم الإنفاق الذى يظهر به فى أماكن أخري.

 

 

إن صمت النواب،  وتراخي جل العمد فى الوقوف إلى جانب السكان، وتجاهل القائمين على الجهة لأوضاع العطشى، وتحميل الحكومة كامل المسؤولية عبر تدوينة هنا أو تلميح هنالك ، يكشف هشاشة المنظومة الانتخابية بالبلد ، وخطورة تزوير شهادات الإقامة والسكن فى ملفات المرشحين، وغياب المحاسبة الشعبية من قبل السكان، واستغلال أوضاع الفقراء من أجل الوصول إلى دوائر صنع القرار من قبل بعض النافذين ورجال الأعمال ، ثم البحث عن الماء والغذاء والمشاريع  والتوظيف لاحقا للأهل فى مكان محل الميلاد الحقيقى ، والإنشغال بتعمير مقر الإقامة الواقعى بكل قوة ، والوقوف إلى جانب الحاضنة غير المزورة ؛ قبلية كانت أو فئوية أو جهوية، بينما يترك العشرات من الآلاف يندبون حظهم العاثر ، وهم يواجهون مصاعب الحياة بدون نائب أو عمدة أو وزير أو وجيه.

 

زهرة شنقيط