نهاية مؤلمة للتعدين الأهلى بمقاطعة الشامى (تقدير موقف)

الأحد, 07/27/2025 - 1:45ص

 

توقفت الحركة بشكل كامل  -على غير المعتاد- داخل مقاطعة الشامى بنواذييو قبل منتصف الليل، وأغلقت كل المحال التجارية أبوابها، ولم يعد للمطاعم من وجود يذكر، أما الآلاف الذين كانوا يجوبون شوارع المدينة إلى الفجر، فقد اختفوا ومعهم غابت كل الملامح المرتبطة بالعمل والجد والتحصيل ، إنها لعنة الضعف الذى أصاب شركة معادن موريتانيا منذ فترة، والجشع الذى تعاملت به بعض الدوائر مع المجال خلال مسارها بدل ترقية الاستثمار فى المجال وتطويره ، مع التغول الكبير  لوزارة المعادن وسلوكها العدائي ضد المنقبين البسطاء، وانحيازها الفج لصالح ثلة من رجال الأعمال، وبعض الشركات الناشئة التى استولت على مسارات الذهب وتركت الغبار والحجارة للكادحين ، كما يقول بعض المهتمين بمجال التنقيب الأهلى فى موريتانيا.

قبل شهرين دقت الوزارة آخر مسمار فى اسفين التنقيب الأهلى بالشامى، بعدما قررت بشكل مفاجىء طرد أكثر من 1970 متقب فى منقطة "أحديب أقيان" دفعة واحدة، ومنحته - وفق ضحايا القرار - لصالح رجل أعمال واحد.

لاتخوض الوزارة المسؤولة عن المعادن فى موريتانيا فى الجدل الدائر حول الملف، ولم يصدر منها أي تعليق على الاعتصام المفتوح أمام مقرها بنواكشوط، والاتهامات التى تلاحقها بقتل التنقيب عن الذهب بمقاطعة الشامى ، واتهام الوزير بالوقوف بقراراته غير المدروسة خلف تشريد الآلاف من الفقراء، بعدما باتوا مجرد أداة استكشاف يتم بموجبها تحديد مقالع الذهب، لتمنح لاحقا لمن يعرفون دهاليز القطاع من رجال الأعمال وبعض النافذين.

عند البوابة الشمالية للمدينة يقاوم ملاك أحد المطاعم المغربية التقليدية شبح الكساد الذى يضرب المدينة ببعض الخدمات المتواضعة ، زادهم فى مواجهة ضعف الطلب والإقبال المحدود بعض الدجاج المستورد،  والأرز المحلى، مع حبات من الخضار يستحيل تناولها مهما كانت درجة الإرهاق والجوع، رغم أنها الخيار الوحيد المتاح.

تبدو الحركة معدومة على جنبات الشارع المحاذى ، مع دخول حظر التحرك المفروض على الشاحنات حيز التنفيذ بعد منتصف الليل، بينما تتحرك بعض الكلاب السائبة على الطريق المعبد ، وسط ظلام يلف أغلب مناطق المدينة ، بعد تعطل أغلب أعمدة الإنارة، كحال العديد من المشاريع التى أطلقت خلال العشرية الماضية فى مجال الكهرباء ، بفعل ضعف المواد المستوردة وعدم احترام معايير الجودة من قبل الشركة الوطنية للكهرباء ، ووزارة الطاقة التى كان أبرز رموزها محل متابعة من القضاء الموريتاني.
يأمل العديد من سكان المنطقة إعادة نفض الغبار عن الشامى ، وفتح مناطق التنقيب المغلقة ، وإعادة مجهر "أحديب أقيان" لملاكه، باعتباره آخر نقطة أمل يمكن المراهنة عليها فى مواجهة الكساد الكبير داخل قطاع التنقيب عن الذهب بمقاطعة الشامي.

#زهرة_شنقيط
#تابعونا