قال الضابط السابق محمد ولد شيخنا إن الأحداث التى تمر بها جمهورية مالى حاليا، أحداث مقلقة وخطيرة على مجمل دول المنطقة، ولكن منطق المصلحة الداخلية يتطلب التعامل مع كل السيناريوهات المحتملة، بما فى ذلك إمكانية فشل الدولة المالية وسقوطها - لاقدر الله- بيد المسلحين الإسلاميين، بحكم القوة المتنامية لهذه الحركات والمشاكل الداخلية لدى حكام باماكو، وانتقال المعركة حاليا من مناطق صحراوية مفتوحة إلى مناطق إستراتيجية ، أو ما أسماه المحاضر "مالي المفيدة".
وقال ولد شيخنا فى حلقة حوارية من برنامج صالون المدونين مساء اليوم الأحد 6 يوليو 2025 بلكصر إن هذه الحركات تمتلك بنية تحتية قوية، وقد نقلت معاركها مع الحكومة المالية إلى مناطق بالغة الحساسية ، مناطق المصانع والثقل الزراعى ، ومناطق الرعي النافعة، وطرق النقل الدولية، وحزام النهر السينغالى، وهو ما يهدد بوجود كيان لايمكن الإعتراف به، ولكن يجب التعامل معه.
وقال ولد شيخنا - وهو ضابط لديه اهتمام واسع بالمنطقة- إن موريتانيا بين ثلاث خيارات صعبة بالكامل ، كالمواجهة العسكرية (دون تفاصيل) ، أو المتاركة من خلال سياسة التحييد والإختراق المتبادل، أو المشاركة فى حلول دبلوماسية للأزمة عبر تعزيز الحراك الهادف لإحداث تغيير فى المعادلة بين الحكومة المالية والحركات المناوئة لها ، وهو خيار يحتمل مخاطر جمة ، أبرزها الإنزلاق إلى المعركة الداخلية بما تحمله من تعقيدات ومخاطر على الإستقرار المحلى.
وقال محمد ولد شيخنا إن الحكومة الموريتانية بحاجة إلى تعزيز الجهد الأمنى والاستخباراتى على الحدود الموريتانية المالية، والتحرك كوسيط محايد لتخفيف الآثار المحتملة للمواجهة الحالية، مع الأخذ فى عين الإعتبار مصالح البلاد العليا، والتحرك ضمن الرؤية العالمية للتعامل مع ماتفرزه الصراعات عالميا، من خلال التعامل مع أي قوة تمكنت من فرض سيطرتها علي أي بلد، كما حصل فى سوريا وأفغانستان.
#زهرة_شنقيط
#تابعونا