بوادر جفاف مبكر بمناطق واسعة من الشرق الموريتانى (تقدير موقف)

بدأ سكان المناطق الشرقية الواقعة شمال طريق الأمل فى الحوضين (من أم الحياظ غربا إلى ولاته شرقا) يستشعرون مخاطر الجفاف المبكر الذى تعيشه المنطقة، بفعل ضعف التساقطات المطرية المسجلة هذه السنة، وغياب المياه فى مناطق واسعة من منطقة آوكار.


 

وتقول التقارير الواردة من المناطق الشرقية فى الحوض الغربى المهددة بالجفاف إن بعض الأماكن باتت اليوم خارج حسابات المنمين بفعل انعدام المراعى فيها بشكل كامل ، كالخط الرابط بين مركز "اعوينات أزبل" فى الحوض الشرقى، وقرية أكدرنيت فى الحوض الغربى ، وهو خط يتجاوز عرضه 25 كلم، وطوله 45 كلم، وفيه مياه صالحة للشرب وآبار يرتاده المنمون فى الغالب.

 

بينما تتمركز أغلب الماشية فى الوقت الراهن فى الشريط الرابط بين أكدرنيت جنوبا، و"نيفررت "  فى الشمال، وهو خط يبلغ عرضه 45 كلم، وفيها عدة آبار مياهها صالحة لشرب الماشية، بينما يعتمد السكان على جلب المياه فى السيارات رباعية الدفع من المناطق الجنوبية (أكدرنيت/ حاسى أهل الرقاد/ أم الحياظ).

 

بينما يوجد شريط صالحة للإنتجاع، لكن غياب المياه يجعل الإستفادة منه شبه مستحيلة، وهو الشريط الرابط بين " تيفررت" جنوبا" و"بوبريكه شمالا، وهو شريط يبلغ عرضه 37 كلم، وطوله أكثر من 65 كلم (من القرع ببلدية أم الحياظ غربا إلى "المالح" ببلدية أطويل شرقا).

 

وقد توجه العديد من سكان آوكار إلى منطقة " أم عظلة" و" زيرت التيزياتن" و"أزويبه" فى الباطن (145 كلم شمال مركز بلدية أم الحياظ) ، مستفيدين من انخفاض درجة الحرارة فى الوقت الراهن، وامكانية توفير مياه الشرب من الآبار التقليدية التى تم حفرها قبل ثلاث سنوات فى منطقة "أم عظله"، ولكنها مغامرة غير قابلة للإستمرار، بحكم انعدام أي فرص أمام الماشية فى حالة ارتفاع درجة الحرارة،إذ أن العودة الإجبارية مع نهاية فبراير 2024 إلى منطقة "لبيار" أمر لامفر منه، وهي منطقة تواجه عدة تحديات بفعل كثافة السكان وانتشار الماشية وضعف الغطاء النباتى المتوفر فى الوقت الراهن، وبعدها من المناطق المزودة للمنمين بأعلاف الماشية ( سوق أم الحياظ ومركز أعوينات أزبل الإداري).

 

غير أن الأزمة تبدو بالغة فى الخطورة فى الحوض الشرقى، وتحديدا مقاطعة ولاته.

 

ويراهن السكان على إطلاق الحكومة لبرنامج خاص من أجل تلافى الأزمة الحالية، عبر توفير نقاط المياه فى وقت مبكر بالمناطق الرعوية المذكورة، بعيدا عن تسييس البرنامج وإرتهان القطاع لصراعات الأحلاف المحلية (العمد الحاليين والسابقين) ، وتوفير مكونة الأعلاف فى الوقت الملائم داخل المراكز الأساسية بالمنطقة، ومساعدة السكان عبر برامج تأخذ فى عين الإعتبار شريط الفقر بالمنطقة، والذى يتضرر بشكل كبير، كلما أحس ملاك الماشية بصعوبة الظرف، وتراجعت أسعار الماشية وأرتفعت تكاليف إعاشتها.

 

متابعة زهرة شنقيط