مجتمع السلم يقيمه العدل، وليس الاستكانة للظلمة (تدوينة)

لكأن دعاة مجتمع السلم الذي أقام له الظلمة من الانقلابيين والأسر المتسلطة في أمتنا، منتديات ومؤتمرات في كل مكان؛ لكأنهم يعولون في تحقيق سلمهم المنشود على استكانة الشعوب المقهورة وتقبلها لكل مظالم السلطان!!

 

يا هؤلاء! أعيدوا قراءة التاريخ؛ فلقد قيل للسابقين الأولين من المسلمين:{كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} فلم يحمهم نهج المسالمة من الظلم والاضطهاد، طيلة الفترة المكية، بل قتلوا وشردوا ونكل بهم، وعند ما اضطروا للهجرة، كانت وجهتهم الحبشة، لأن بها ملكا لا يظم عنده أحد.

 

وفي المدينة المنورة التي هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم، ليلة تنفيذ المؤامرة الدنيئة لقتله في مكة؛ أذن الله للنبي والمؤمنين بقتال الظالمين، الذين اضطهدوهم وأخرجوهم من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، فقاتلوهم وأثخنوا فيهم قتلا وسبيا وسلبا.

 

لا بد للحق من قوة تصونه؛ ولا بد للسلم من العدل والأمن والحزم والعزم؛ وفي القرآن الكريم جاءت الدعوة للجنوح لمسالمة من جنحوا للسلم من العدو، بعد الأمر بإعداد القوة لإرهابهم وغيرهم من المتربصين.

 

نريد من دعاة مجتمع السلم المنشود أن يبينوا اشتراطاته المنوطة بالذين تصدروا لقيادة شعوبهم، بالحق أو بالباطل؛ وكفى دعوة للخنوع والخضوع لمظالم الطغاة... كفى!!!

 

الحسن ولد مولاي اعل