زهرة شنقيط تستعرض أبرز المرشحين المحتملين لحزب تواصل فى الانتخابات القادمة (تقدير موقف)

يشكل حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض (تواصل)  ثانى قوة سياسية بالبلد، وأهم كتلة سياسية منظمة، ولديه قدرة كبيرة على منافسة الحزب الحاكم فى العديد من دوائر الصراع برموزه ومناضليه، مع انفتاح مدروس على بعض المغاضبين من حزب السلطة، مالم يشتهر عن المغاضب بعض الأمور المخلة بالشرف داخل المجتمع الذى ينشط فيه (كسرقة المال العام أوالجرائم الأخلاقية أو الطرح العنصرى الصريح داخل الساحة السياسية).

وقد شكل اختيار النائب أمادى ولد سيد المختار فى المؤتمر الأخير فرصة لملمة جراح الحزب، والعودة بقوة إلى مرابعه، واحتضان رموزه، وتجديد الثقة فى العديد من الكوادر التاريخية للحزب، وإعادة التواصل مع أبناء الساحة الإسلامية، باعتبارها الحاضنة الأساسية للحزب، ومنها صاغ خطابه، وشكل واجهة فعلية لكل المقتنعين بالطرح الوسطى، دون تمييع للفكرة الإسلامية، أو تشدد يناقض مبدأ التعددية السياسية ويكفر أصحابه بالديمقراطية ، أو قبول مصطحب لأفكار ومسلكيات مناقضة لما سطره الحزب داخل نظامه السباسي من أفكار ومنطلقات أساسية حول العقيدة والسلوك والأخلاق والتعامل مع الآخر.

وتشكل الإنتخابات الحالية أول امتحان مبكر للتشكلة الجديدة بقيادة الرئيس أمادى ولد سيد المختار ، وأول رهان يخوضه الحزب بتشكلة من الشباب القادم من عمق المؤسسة الحزبية، تشكلة كانت مفاجئة للنخب المحلية، وبعضها لم يتوقع أكثر المنشغلين بالتجديد  وإشراك الشباب أن يصل لقمرة القيادة بهذا الحجم وبهذه السرعة.

وتشكل العاصمة نواكشوط واللوائح الوطنية والعاصمة الإقتصادية ووبعض المجالس المحلية ومقاطعة الطينطان أبرز دوائر الصراع المحتملة بين الحزب والحزب الحاكم، بحكم الحضور البارز للإسلاميين والتحضير المبكر للإستحقاق المنتظر.

جهة نواكشوط أو واجهة العاصمة السياسية للبلد تشكل أبرز حلقات الصراع المحتمل بين الأغلبية والمعارضة، ويعتبر القيادى البارز الحسن ولد محمد أبرز مرشح لها عن حزب تواصل، بل يمكن الحزم بأنه المرشح القادم للجهة، بحكم موقعه فى الحزب، وتجربته اللافتة فى مقاطعة عرفات، وقدرته على عقد التحالفات وتسييرها فى ثلاث دورات متتالية، وبحكم علاقاته الوازنة والمسؤولة مع مجمل المنتخبين من كل الأحزاب الأخري، مع إمكانية تقديمه كمرشح محتمل للعديد من القوى السياسية المعارضة للسلطة فى الوقت الراهن.

أما المجالس المحلية بنواكشوط.   فمن الوارد فيها التجديد لعمدة توجنين محمد الأمين ولد سيد المختار، بحكم الحيوية ووضوح التصور، والفاعلية داخل الحزب، وتجربته فى بلدية توجنين، وعودة منافسيه السابقين لصدارة المشهد من جديد داخل حزب السلطة، مما يفقد الخصم أبرز يافطة قد يرفعها فى وجه خصمه (حتمية التجديد ).

وفى مقاطعة تيارت قد يشكل الوزير السابق ونائب رئيس الحزب حبيب ولد أحمديت أفضل خيار يلجأ إليه الحزب فى الوقت الراهن، بحكم تجربته السابقة فى البلدية ووزنه داخل الساحة الإسلامية، والعلاقة الوازنة له بمجمل الفاعلين فى القسم والفروع داخل المقاطعة.

وفى مقاطعة عرفات يطرح الأمين العام المساعد للحزب  محمد المختار ولد أبوه كمرشح محتمل لبلدية عرفات، بحكم عمقه الإجتماعى وتجربته السياسية فى البلدية، وخبرته بإدارة الصراع السياسي فى مناطق الحسم خلال السنوات الماضية (الطينطان/ عرفات)، كما أنه يمتلك علاقات واسعة منذ توليه مسؤولية التنظيم داخل الحزب، وفدرالية نواكشوط فى وقت سابق.
أما بلدية لكصر فقد يعهد بها لمرشحة من كوادر المفاطعة، وقد تكون  مريم بنت أحمدو أفضل مرشح فى الوقت الراهن لقيادة البلدية (لكصر).

وفى مقاطعة دار النعيم  النعيم  يطرح القيادى بالحزب أبوبكر ولد أحبيب لقيادة البلدية، بعد أن فاز بها الحزب سابقا مع العمدة الشيخانى ولد بيب وخلفه أكناته ولد النقره وخسرها أيضا مع الأخير، بحكم قوة التنافس وضغط السلطة 2018 وتأخير إعلان المرشح إلى آخر لحظة.

وفى تفرغ زينه ينصب تفكير الحزب حول شخصية أكاديمية ذات تأثير كبير فى الساحة المحلية بالمقاطعة خلال العقد الأخير ، ولكن يظل قبول الرجل للمنصب أبرز شرط لحسم ذلك الخيار أو العدول عنه.

أما الميناء التى خسرها الحزب بصوت واحد 2018 فمن الوارد إعادة ترشيح زعيم المعارضة ابراهيم ولد البكاي لمنصب العمدة فيها من جديد. وخيار شبه محسوم،  بحكم موقع الرجل فى الساحة المحلية بالميناء، وغياب أي منافس جدى له من رموز الحزب والفاعلين فيه.

وقد تكون الرياض بنواكشوط الجنوبية ثانى مجلس بلدى فى العاصمة يرشح فيه الحزب سيدة، وتطرح المومنة بنت عمار،  كأفضل خيار يمكن الركون إليه فى الوقت الراهن، وهي مستشارة سابقة للإصلاحيين الوسطيين وسياسة نشطة من أبناء الحزب والفاعلين فيه.

وفى مقاطعة لعيون بالحوض الغربى حسم الحزب فعليا ملف ترشيح العمدة السابق لبلدية أنصفنى سيداتى ولد مينى لقيادة المجلس البلدى فى مقاطعة لعيون، وهو خيار يطرح أكثر من تحدى أمام الأحزاب المنافسة، بحكم رمزية الرجل وعلاقاته الواسعة بالمقاطعة، والتنافس القائم بين مكوناته لحسم الصراع على منصب العمدة، والخلاف الدائر داخل أروقة الأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى.

وفى مدينة النعمة بالحوض الشرقي يتجه الحزب لإعادة ترشيح عمدة البلدية الأسبق ابراهيم ولد محمد  " إزيدبيه" لقيادة البلدية من جديد، وسط تحرك لتأمين أغلبية مريحة للرجل بالمجلس المحلى، فى ظل الصراع الدائر بالبلدية بين أبناء المدينة ورموز القبائل المحيطة بها.
وخارج عواصم الولايات يحاول الحزب المحافظة على المجالس المحلية التى فاز بها 2018 والفوز بأخرى جديدة خلال الجولة الحالية، مع تحضيره المبكر للإنتخابات، وتراجع التوتر داخل الساحة المحلية والاستهداف الممنهج للإسلاميين.

البرلمان والخيارات المطروحة

يشكل اختيار نواب الحزب أصعب القرارات، ويكون الحسم فى الغالب على مستوى المكتب التنفيذي، وتعقد أكثر من جلسة لنقاش الأجندة الحاكمة لأي خيار (امكانية التجديد أو التغيير الشامل) ، وتحضر الموازنات السياسية والجهوية والفئوية والعرقية فى حزب يقدم نفسه للأمة الموريتانية كمجسد لكل ألوانها وجهاتها وأعمار الفاعلين السياسيين فيها دون تمييز على أساس اللون أو المال أو الفئة الاجتماعية، مع الحرص فى الوقت ذاته على وجود أشخاص يستحقون تمثيل الحزب، ويتمثلون مرجعيته الإسلامية الناظمة لكل أبنائه، ويطرحون مواقفه من الأحداث بكل جرأة وتميز، مع قبول داخل الساحة الإسلامية، لكونها الرافعة الأكبر والحاضنة الشعبية للحزب متذ تأسيسه.

وفى العاصمة نواكشوط تحضر  التوازنات السياسية وتتعدد الخيارات الحزبية، بحكم وجود مجمل القادة البارزين داخله، وغياب التأثير المباشر  لرموز القبائل وأهل النفوذ لكن يظل لأهل الداخل حضور ونصيب ودور فى لوائح الحزب ومرشحيه.

وفى نواكشوط الجنوبية أبرز  معاقل الحزب خلال السنوات الماضية، تميل كفة الترشيحات إلى إسناد اللائحة للقيادى فى الحزب والنائب البرلمانى الحالى (القاطن بعرفات وابن ثانوية الميناء) محمد ولد محمد أمبارك لقيادة  اللائحة، وهو نجل حمال سابق، وابن الساحة الإسلامية منذ سنوات الإعدادية إلى اليوم.
وقد يدفع الحزب بنائبين اثنين من نفس الولاية ضمن اللائحة ذانها، وهما عيشة بنت بونه

والنائب عبد الله كمرا. وهي مغامرة تضمن للحزب المحافظة على بعض أصواته المميزة داخل الجمعية الوطنية، واختبار لمدى الفاعلية والنأثير للتشكلة الحالية خلال الإنابة البرلمانية الأخيرة.

أما فى انواكشوط الغربية معقل الثروة والأطر والساحة الإسلامية الواعدة - بحسب تقييم الحزب والفاعلين فيه- ، فقد بات من شبه المؤكد ترشيح المهندس أحمدو ولد أمباله (خريج الجامعات الألمانية) على رأس اللائحة الجهوية للنواب على مستوى الولاية، مع إمكانية الزج بالرجل الفاضل عبد الله صار كمرشح ثانى فى نفس اللائحة (رقم ٢) والمناضلة النجاح بنت الوالد كمرشح ثالث محتمل على نفس اللائحة.

وفى نواكشوط الشمالية تطرح عدة خيارات منها قيادة النائب الشيخان ولد بيب للائحة الجهوية للنواب، والزج بمسؤول التنظيم على مستوى العاصمة حمود ولد عابدين على نفس اللائحة (رقم ٢) والزج بسيدة فى المركز الثالث.

وهنالك من يطرح بقوة تكليف الرئيس الأسبق للحزب محمد جميل ولد منصور بقيادة اللائحة الجهوية بنواكشوط الشمالية، والدفع بعضو المكتب التنفيذي للحزب اسلكو ولد أبهاه فى المركز الثانى، واختيار سيدة من دار النعيم لتولى المركز الثالث.

وتظل كل الاحتمالات واردة مع إمكانية تحويل ولد منصور إلى اللائحة الوطنية للحزب كخيار قائم ومنتظر بحسب العديد من دوائر صنع القرار بتواصل.

أما اللائحة الوطنية المختلطة للحزب فالخيارات بشأن قيادتها محدودة، بين من يعتبر أن رئيس الحزب أمادى ولد سيد المختار هو الأولى بقيادة اللائحة الوطنية فى الوقت الراهن، لما يتمتع به من مكانة بين مجمل أبناء الحزب، ولكونه الشخصية التوافقية كما أثبتت ذلك وقائع المؤتمر الأخير، ويدفع أصحاب هذا الرأي بضرورة تولى رئيس الحزب لمنصب يخوله قيادة زعامة المعارضة إن تمكن من المحافظة عليها للمرة الثالثة على التوالى، وإنهاء حالة الاستقطاب بين قيادة الحزب وزعامة المعارضة، وتوحيد الشخصية المخاطبة من دوائر صنع القرار.

غير أن البعض الآخر يعتقد أن الأسلم للرئيس وهو القادم من الجمعية الوطنية بعد فوزه بجدارة للمرة الثانية من احدى الدوائر المحلية (كيفه) أن يسلك نهج أسلافه، ويترك المناصب الإنتخابية لمعاونيه. ويري البعض الآخر أن زعامة المعارضة يمكن أن يتحصل عليها بخيار آخر أقل تكلفة، ودون الجمع بين صفة النائب والزعيم والرئيس فى وقت واحد.

وفى حالة حسم الخيار الأخير سيكون من المحتمل الدفع بلائحة وطنية بقيادة محمد جميل ولد منصور (أترارزه)، وهو رئيس سابق للحزب، ونائب مقنع، ومعاون أظهر تقديرا واحتراما للمؤسسية وخياراتها ، وشخص ينظر إليه من مختلف شركاء العملية السباسية كقيادى من قيادات التيار الإسلامي التى يستحيل ابعادها من واجهة المشهد السياسى أوتحييدها من التداول داخل الشأن العام.

ومن المحتمل الدفع بعضو المجلس الجهوى فى الحوض الشرقي المصرية بنت عابدين،  كخيار آخر من المناطق الشرقية فى المرتبة الثانية،  بحكم فاعليتها فى الساحة الإسلامية خلال العقود الماضية، ومواكبتها من موقعها السابق فى المكتب التنفيذي للحزب (أمانة المنتخبين) ومكتب المنظمة النسائية (أمينة الفروع ) ، وحضورها فى المشهد السياسي المحلى، وتأثيرها المتصاعد داخل حاضنتها الإجتماعية بالحوضين، وهو ما أظهرته نتائج التصويت فى الجهة فى ثلاث مجالس محلية بالمنطقة لم يشارك فيها الحزب محليا، وحصدت فيهم لائحة تواصل بالجهة نتائج جد معتبرة. مكانة عززتها عبر انتقالها للأعماق طيلة مأموريتها الحالية بالجهة، لتكون العضو الوحيد بالجهات من سكان العاصمة الذى قرر الانتقال من مكان عمله بالعاصمة ومحيطه إلى دائرته الإنتخابية والإستقرار بها منذ انتخابه إلى غاية انتهاء مأموريته.

ومن المحتمل الدفع بفدرالى الحزب فى ولاية لعصابه صدافه ولد آده أو نائب الحزب عن مقاطعة ألاك الطاهر ولد أعل محمود فى المركز الثالث.
وهي مناطق لايزال للحزب فيها جمهور عريض ومكانة مقدرة، رغم خسارته لقادة بارزين لصالح السلطة وحزبها (كما حصل فى مقاطعة كرو) أو خسارة فرصة كانت مطروحة بغياب النسبية كما حصل فى ألاك.

ومن الوارد جدا منح المركز الرابع للقيادى بالحزب وعضو اللجنة التحضيرية للحزب سبدى ولد عبد المالك، أورئيس المنظمة الشبابية السابق عالى كاسوكي، لمنح مزيد من الحيوية والتنوع للتشكلة البرلمانية المحتمل فوزها بمقعد حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية (تواصل).

أما لائحة النساء فلا يستبعد إطلاقا التجديد للأمينة العامة للحزب  أنيسا با على رأس اللائحة ، بحكم الحاجة لبناء قيادات وازنة، وخلق تراكم فى التجربة يفيد الحزب ويحقق الحضور المطلوب داخل دوائر لاتزال بحاجة إلى المزيد من الجهد والتأثير.

وقد أظهرت النائب أنيسة با الكثير من الإنضباط داخل البرلمان خلال المأمورية الحالية، وكانت من أصوات الحزب الحاضرة والمعبرة عن رؤيته السياسية، مع إلتزام بخطه فى التهدئة والتصعيد.

وقد يدفع الحزب بالقيادية فى المنظمة النسائية للحزب من ولاية  آدرار مكفولة بنت أخليفة فى المركز الثاني، والناشطة السياسية منينه بنت محمدو (نواكشوط الجنوبية ) فى المركز الثالث، وهي موظفة بقطاع التعليم ، ومناضلة طلابية سابقة، وذات مكانة مقدرة داخل أوساط الإسلاميين، ولها دور بارز فى مكافحة الغبن والتهميش داخل الأوساط الهشة من سكان الرياض بنواكشوط الجنوبية.

وقد تكون المرتبة الرابعة من نصيب رئيسة فرع المنظمة النسائية بولاية نواذيبو فضالة بنت سيد ابراهيم، وهي سيدة صاعدة فى عالم السياسية بالمدينة، وقيادية سابقة بالجامعة، وذات علاقات واسعة بالمحيط الإسلامي الذى تنشط فيه داخل العاصمة الإقتصادية نواذيبو وخارجها.

وفى العاصمة الإقتصادية نواذيبو يطرح البعض إمكانية التجديد للنائب البرلمانى الحالى عن الولاية القطب ولد لمات، بينما يظل اختيار شخص آخر لقيادة اللائحة الجهوية لنواب الحزب أكثر من وارد فى ظل وجود أكثر من خيار لدى التشكلة المحلية المكلفة بتسيير القسم والفروع، واختلاف منطق المدن الكبيرة ذات الحضور الفاعل داخل الحزب، عن منطق الريف والمقاطعات الموزعة بين قبائل محدودة أو بضعة أشخاض ينتمون لخيار واحد.

ومن أبرز الأسماء المطروحة بالساحة المحلية فى الوقت الراهن القيادى بالحزب محمد المامي ولد أعبيدي ونائب رئيس الجهة حاليا الشيخ الكبير ولد بوسيف.

أما فى مقاطعة كيفه حيث النسبية والحضور الفاعل للحزب، فقد بات من شبه المؤكد الدفع برجل الأعمال والقيادى النقابى الشهير عبد الله ولد إسلم لقيادة اللائحة الجهوية للحزب خلفا للنائب الحالى أمادي ولد سيد المختار الذى كان مرشح الحزب الدائم خلال السنوات الأخيرة، بحكم موقعه داخل الساحة الإسلامية وحظوظه الإنتخابية.

وفى مقاطعة الطينطان بالحوض الغربى يطرح النائب محمد المختار ولد الطالب النافع كخيار غير قابل للتجاوز بحكم الموقع داخل الحزب، والمكانة الاجتماعية، والفاعلية داخل الساحة البرلمانية، والعلاقة بالناخبين منذ انتخابه عمدة لبلدية أقرقار 2013 فنائبا فى البرلمان 2018، وينتظر الحزب بلورة الأطراف الأخرى لمرشحيها من أجل إختيار المرشح الآخر، ضمن معادلة دقيقة، تفرضها ساحة صراع قد تكون الأكثر شراسة خارج العاصمة نواكشوط.

ويواجه ولد الطالب النافع تحالف السلطة وأبرز رموز القبائل بالمنطقة،  وهو بحسب جل المتابعين من أكثر الشخصيات السياسية المحلية شعبية فى الوقت الراهن، وخصوصا بين جيل الشباب الذى ينظر إليه كواحد من رموز النخبة الشبابية التى أفتكت لنفسها مكانة بين الكبار، وواجهت نخب العقود الماضية بكل وسائلها الخاصة وهيبة الدولة، وفرضت عليها الخضوع لمعادلة جديدة فى انتخابات أثارت الكثير من اللغط داخل الساحة المحلية.

لم يشكل فوز ولد الطالب مجرد إضافة نائب لعدد نواب حزبه، بل شكل رسالة للرأي العام بأن الحزب أبقى من الأشخاص، وأن العمدة الذى كان خارج الأضواء يمكنه أن يفرض وجود الحزب فى لحظة بالغة الحساسية من تاريخه ، بعدما قرر صهره السابق رجل الأعمال سيدي محمد ولد سييدي الإنسحاب من الحزب ودعم حزب السلطة والتحالف مع مناوئيه السابقين ، وهو انسحاب توقع البعض أن يكون نهاية عهد تواصل بالطينطان، لكن ولد الطالب النافع فرض معادلة أخري، بضمانه لمقهد من مقاعد المقاطعة الثلاثة، وتصدره مشهد المهتمين بأوضاع ساكنيها خلال فترة انتدابه بالبرلمان.

وفى مقاطعة كوبني يحضر الحزب لخوض جولة جديدة من الصراع على أحد مقاعد المقاطعة الثلاثة ، ويطرح اسم مرشحه السابق عالي ولد يب كخيار محتمل لخوض المغامرة الجديدة، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالمقعد 2018.

#زهرة_شنقيط
#تابعونا