موسمُ القطاف /السالك ولد الشيخ

من جديد يتجدد العطاء وتواصل قافلة معهد ورش المباركة رحلتها نحو سماء المجد والعز والكرامة.

زهاء مائة وثمانين بيتا من وطننا الحبيب سيدخل عليها السرور هذا المساء حيث الأخبار السارة تحمل إليها بشائر السند في كتاب الله إجازةً في قراءة الإمام أبي رؤيم نافع المدني.

إن وراء فرحة هذا الطالب وفرحة والديه جُهدا جهيدا وعملا مضنيا وصبرا طويلا ؛ فوراء كل طالب يتسلم الإجازة من معهد ورش : قطعُ ثلاثِ مراحلَ على الأقل يمر بها عبر مساره الدراسي: مرحلة الأقسام التحفيظية؛ ثم التمهيدية، فالنموذجية.

وفي نهاية المطاف يخضع الطالب للامتحان من قبل لجنة تضم خمسة أفراد من شيوخ القرآن وحفظته المتخصصين تختبر الطالب مشافهة في جميع محفوظاته، كما يخضع الطالب لامتحان كتابي في جميع المواد المدرسة له (رسما وضبطا وتجويدا ومقرأ وفقها وسيرة ونحوا) لتُشكَّل بعد ذلك لجان تصحيح أخرى خاصة بالامتحان الكتابي تواصل ليلها بنهارها حتى تضع يدها على النتيجة الصحيحة للطالب...

منذ الثامن من الشهر الجاري كانت مقاطعة جكني مسرحا للوفود القرآنية حيث تتشكل اللجان المشرفة على امتحان الإجازة في الفروع الشرقية وتباشر عملها تحت إشراف المدير العام لمعهد ورش الأستاذ إسلكُ ولد حيده ومديري الفروع الشرقية حفظ الله الجميعَ ورعاهم.

كان الحضور اللافت للعنصر النسوي ولأبناء الطبقات الأكثر هشاشة والأقل حظوة في التعليم نقطة مميزة وماركة حصرية سجلتها مؤسسة ورش في مسيرتها التربوية المظفرة الخالدة.

من بين مائتين وأربعين طالبا وفي امتحان للإجازة يشمل جميع الفروع الشرقية التي تضم الحوضين ولعصابة حاز قصب السبق وفاز بالمرتبة الأولى الطالب : محمد ولد أحمد
الذي ينحدر من أسرة فقيرة تنتمي للطبقات الأقل تعليما،
حافظت المؤسسة للطالب على نظام تربوي يسمح له بالمواءمة الناجحة بين تعليميه المحظري إلى جانب المدرسي ، فالطالب الفائز هذا سيصبح من اليوم يحمل الإجازة في مقرأ نافع إلى جانب البكولريا علوم طبيعية وهو ما يجعل منه مشروع فقيه وطبيب في الوقت ذاته...وربك يخلق ما يشاء ويختار.

هذا ، ويبقى معهد ورش _بتوفيق من الله_ قلعة إيمان وقرآن وشجرة إحسان يحين قطافها كل موسم شبابا في أعمار الزهور على امتداد ربوع الوطن يتسلمون اللواء سندا في كتاب الله يكفيكَ شرفا أن تسلسله يبدأ بالطالب وينتهي برسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وناهيك بذلك من شرف.

اللهم بارك في آلِ ورشٍ : إدارة وأساتذة وطلابا واجمعنا بهم يوم نلقاك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

*السالك الشيخ*