تامشكط : الكتل السياسية تدفع بالجماهير نحو الإستقبال وخلافات اللحظة الأخيرة ترسم طبيعة المشهد (كواليس من الميدان)

لم تمطر سماء تامشكط - عكس المتوقع - خلال الأيام الأخيرة، لكن الأودية المحيطة بها قذفت بالسيول عبر البطحاء ، وتوافد سكان قرية "الصفا"على الصالة المجاورة ، وهو يتمتعون بهدير السيول القادمة من بعيد، بينما غطت الغيوم سماء المقاطعة المتخمة بحركة السيارات والأطر الوافدين من كل مكان، وتعالت هتافات العسكريين المتمركزين بثانوية المدينة قبل ساعات من وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى.

يداوم رئيس حزب الإنصاف الوزير ماء العينين ولد أييه بمنزل رئيس القسم مع الوفد المرافق له (المختار ولد أجاي  المدير ولد بوبه ورئيس المنظمة الشبابية ورئيسة المنظمة النسائية)، مستفيدا من العلاقة الطيبة التي تربط رئيس القسم،ومدير الدروس التاجر بكل أبناء المقاطعة، وبعده عن التجاذبات السياسية المحلية، وعلاقته الوازنة بأكبر الأحلاف المشكلة للمشهد المحلى، والداعمة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى.

تنتشر قوات تابعة لجهاز الدرك بالمنطقة، وتكثف قوات الشرطة من حضورها غير المباشر بين السكان، بينما يتحرك المدير الجهوى للأمن مع والى الولاية الشيخ ولد حنده، وهو يستعرض مع بقية القادة الأمنيين مظاهر الحشد، ويسجلون بدقة أسماء الوافدين من كل الأطر.

عند سد "لكراير" تبدو الصورة جد مغايرة، فالحراك القائم فى تصاعد كلما أقتربت لحظة وصول الرئيس محمد ولدالشيخ الغزوانى، وأوزان الأطراف المحلية تختبر بشكل دقيق، والخلافات السياسية قد أخذت أبعادها المعروفة، بعدما تعذر التنسيق بين كل المنتمين للمقاطعة من الوجهاء والأطر والمنتخبين منذ اليوم الأول لتأكيد الزيارة وحسم ملف قاعت التيدومه كخيار وحيد.

يتصدر نواب حزب الإنصاف بمقاطعة تامشكط (عبد الرحمن ولد الصبار وأحمدى ولد حمادي) مشهد الترتيبات المحلية القائمة، ويتحركون ضمن تحالف عريض من الأطر والمنتخبين ( بعض النواب السابقين وبعض الوزراء السابقين، وعمد حاليين وسابقين وعدد من أطر المقاطعة).
يقود محمد عبد الرحمن ولد صمبار لجنة الضيافة، وقد تعاقدت مع شركة بمبلغ 20 مليون أوقية لبناء خيم للضيافة وتوفير الغذاء للوافدين، بينما يتحرك النائب أحمدى ولد حمادي لتوفير النقل لكافة الراغبين فى الحضور من المجالس الخمسة، وقد أسندت إليه مهمة النقل داخل الحلف المذكور، بينما تولى الوزير السابق الكورى ولد عبد المولى ملف الإعلام، بغية منح الزيارة الزخم الذى تستحقه محليا ووطنيا، والتعامل مع الطواقم الإعلامية المكلفة بتغطية الزيارة.

لم تتسع منطقة التدشين ببلدية قاعة التيدومه،  للمجالس المحلية المحيطة بها فحسب، بل فتحت الأبواب على مصراعيها أمام كل القادمين من داخل تامشكط أو خارجها.

تحالف النائب عن مقاطعة لعيون عمار ولد أحمد سعيد كان أبرز الكتل السياسية المنشغلة بالضيافة والحشد من خارج تامشكط، مع دعم قوى من حاضنته الإجتماعية بالمنطقة، عززته سنوات من الحضور فى مجال السياسية والتعليم والعمل الخيرى، والعلاقة بكتل شبابية من مجمل المجالس المحلية التى ينشط فيها تحالفه ، حيث يقيم فى الطينطان ، وأنتخب عن مقاطعة لعيون بأغلبية ساحقة، وينحدر من مقاطعة تامشكط.

وسط المخيم الذى أقامه النائب عند أطراف سد لكراير ، يقيم محفوظ ولد عيسى، وهو شيخ وقور أختاره النائب كمدير لمجمل أعماله بالولاية، وعن يمينه حظيرة للماشية جلب إليها 43 شاة من الضأن، وخمسة رؤوس من البقر، وأربعة من الإبل، وعن شماله تتحرك فرق موسيقية تقليدية (النيفاره) ، وقد تداعى إليها الجمهور الوافد فى رباعيات الدفع من قرى بعيدة، بعضها فى ااطينطان والبعض الآخر فى تامشكط لملإ الفراغ والعيش ولو ليالى معدودة أجواء احتفالية بعد شهور من الجفاف والتعب.

لم تعق الخلافات القائمة رئيس الحزب الحاكم ماء العينين ولد أييه عن تنظيم نشاطه قرب مكان استقبال الرئيس، بعدما تمكن رجل الأعمال والنائب السابق محمد الأمين ولد أبهاه من قيادة وساطة لتمرير الأمور بشكل سلس، وتنظيم النشاط بغض النظر عن أي مكان أقيم فيه.

تامشكط / الحوض الغربى

#زهرة_شنقيط
#تابعونا