الإنصاف ..والتحولات الجديدة في المشهد السياسي / أحمد سالم ولد فاضل (*)

لم يكن مؤتمر يوم الأحد المنصرم حدثا عابرا في مسيرة التوجهات السياسية الداعمة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، والمنطلقة من رؤاه ومواقفه وبرنامجه الوطني، بل كانت بالفعل تحولا نوعيا في المسار، أو بعبارة أخرى وصولا إلى مرحلة مهمة من الخطوات الموفقة من السير إلى مؤسسات حزبية فعالة، وأداء  وطني حافل بالإنجازات، والمواقف المنحازة للمواطن والساعية إلى إنصافه من آثار الحقب المؤلمة التي أنشبت أظافرها في جسد الوطن وكادت أن تخرق سفينة إخائه وتماسكه، واقتصاده وتنميته.

كان الإنصاف فكرة مركزية وأساسية في خطاب ورؤى فخامة الرئيس، ومنذ وصوله إلى السلطة كان الإنصاف ورفع المظالم، وتحقيق العدالة جزء أساسيا من يوميات الأداء السياسي ونمط الحكامة ، والشواهد في هذا أكثر من أن تحصى رفعا للظلم عن أفراد ومؤسسات، وردا للاعتبار إلى فئات وقطاعات عريضة ، ووقوفا في وجه أي محاولة لإطالة أمد الغبن والتهميش، بل حلت محل ذلك مسارات مهمة من الإنصاف والتآزر والإخاء الوطني.

وليس بغريب إذا أن يحمل الملف السياسي والذراع الجماهيري شعار الإنصاف، وليس مستغربا أيضا أن يختار لحمل لواء الإنصاف وقيادة قطارنا السياسي محمد ماء العينين ولد أييه، وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، ففي اختياره لمحات توفيق غير خافية، تناسب التحولات التي يمر بها البلد، فهنيئا له على ثقة فخامة رئيس الجمهورية، الذي عودنا على حسن الاختيار دائما.

ولا شك أن رئيس حزب الإنصاف قد أهلته لهذا الاختيار الموفق كثير من المؤشرات المهمة شخصيا ومهنيا، ومنها على  سبيل المثال نجاحه في إدارة ملف مركزي من تعهدات فخامة رئيس الجمهورية، وهو ملف التهذيب وإصلاح النظام التعليمي، حيث تمثل النجاحات التي تحققت في زيادة عدد المنشآت المدرسية، والاقتراب من تحقيق الهدف الذي تعهد به فخامة الرئيس في برنامجه الانتخابي، ركنا مهما في مسيرة الإصلاح، وما تحقق أيضا من زيادات معتبرة في علاوات المدرسين، ومن اكتتاب آلاف المعلمين والأساتذة،، وغيرها من الأعمال المشهودة التي حققها القطاع في سنوات قليلة.
 
وغير خاف أن الإنصاف كما أسلفت هو فكرة مركزية في برنامج فخامة رئيس الجمهورية، وقد توزعت مفردات ومحاور الإنصاف في السياسة الحكومية، فنجد محاربة الغبن والتهميش ومواجهة مخلفات الماضي ، جزء أساسى من البرامج الحكومية، عبر وكالة تآزر وما حققته من فعاليات تنموية، وما مدته من جسور إخاء وطني في مختلف أنحاء البلاد، وما غرسته من بسمة ومن تأمين صحي وتعليم ودعم للريف وسكانه.

وفي مجال العمل الاجتماعي وفي أداء القطاع الصحي، وفي العدالة الاجتماعية وفي إدارة ملف الزراعة والأمن الغذائي للبلاد، كان الإنصاف كلمة مفتاحية وآلية ثابتة تؤطر العمل وتوجه الأداء، أو بمعنى من المعاني كانت هي روح برنامج فخامة الرئيس وأداء حكومته.
 
الحزب من الشعار ..إلى المشروع
ومن هنا تتأسس فلسفة الإنصاف في الحزب باعتبارها انتقالا من شعار عمومي إلى مضمون أكثر تحديدا، وقابلية للتحول إلى استيراتيجيات وخطط تفصيلية ومؤشرات وإجراءات قابلة للقياس والتقييم والتطوير.

وهذا ما يعني بالفعل أن حزبنا يتأسس اليوم على قاعدة فكرية ومشروع مجتمعي مكين وثابت محدد.

هي إذا جملة من التكاملات النوعية في الخط والتوجهات السياسية الجديدة للحزب، وأرى أن أفق الفعالية والإنجاز  مبشر جدا، خصوصا أننا أمام تحولات مهمة في المشهد السياسي وعلى بوابة مسار انتخابي مهم، وتحولات تنموية تضفي مزيدا من النجاح في مسيرة الإجماع الوطني التي أسسها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على أسس ركينة من الوطنية والإنصاف.

(*) عضو المكتب التنفيذى لحزب الإنصاف الحاكم بموريتانيا