"ابياظ لوذن" ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺷﻌﺒﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺫﻭﺍﻗﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺄﺩﺏ ﻭﺍﻟﻤوﺴﻴﻘﻲ ،ﻳﻨﻔﻌﻞ و ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﺳﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﻓﻜﺮﻳﺎ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺄﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺄﻧﻐﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﻒ ﺍﻟﻜﻠﺎﺳﻲ ﺍﻟﺄﺧﺎﺫ ،
ﻳﺤﺲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺈﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺩﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺇﺣﺴﺎﺳﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ،ﻭﻳﻨﻔﻌﻞ ﺑﻪ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﺎ ﻣﺘﺠﺎﻭﺑﺎ ، ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ .
ﻓﺎﻟﺈﻧﺴﺎﻥ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﺣﺴﺎﺱ ﻭﺫﻭﺍﻕ ﻟﻜﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﺟﻤﻴﻞ .!
ﻭﺗﺤﺘﻔﻆ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺈﺷﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻲ ﻣﺠﺎﻟﺎﺕ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻇﺎﻫﺮﺓ -ﺍﺑﻴﺎﻅ ﻟﻮﺫﻥ-ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ .
ﻓﻘﺪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺷﻴﺨﻲ ﺍﻟﻌﻠﺎﻣﺔ ﺃﺣﻤﺪﻭ ﻟﺪ ﺍﻟﺘﺎﻩ ﻭﻟﺪ ﺣﻤﻴﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﺎﻣﺔ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻮﺭه ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﺱ الأحد طلابه ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺃﻣﺮﺉ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﻪ :
ﺗﻄﺎﻭﻝ ﻟﻴﻠﻚ ﺑﺎﻟﺈﺛﻤﺪﻱ@ﻭﻧﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻲ ﻭﻟﻢ ﺗﺮﻗﺪ
ﻭﺑﺎﺕ ﻭﺑﺎﺗﺖ ﻟﻪ ﻟﻴﻠﺔ @ﻛﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺮﻣﺪ
ﻓﺘﻤﻠﻜ الشيخ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻧﺎ ﻟﺄﺑﻴﺎﺕ الملك ﺍﻟﻀﻠﻴﻞ .!
ﻭﻓﻲ ﺍﺛﺎﺀ ﺫﺍﻟﻚ ﺟﺎﺀ ﺗﻠمﻴﺬ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﺪﺭﺱ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺩﺭﺳﻪ ﺍﻟﺠنائز ﻣﻦ ﻣﺨﺘﺼﺮ الشيخ ﺧﻠﻴﻞ ﻓﻘﺎﻝ:
"ﻭﻧﺪﺏ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻇﻨﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ....
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺑﻈﺮﺍﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻪ :
ﻣﺸﻲ ﻳﻘﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺒﺘﻚ ﻣﺎﺗﻨﻬﻮﻝ !
ﻭﺍﻣﺤﻤﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﺍﻟﺼﻠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ....
ﻭﻛﻤﺜﺎﻝ ﺣﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺔ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺄﺩﺏ ﻭﺗﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻭالغناء بل وبعبارة أدق وأعمق أمه"بيظه ؤذنه".!
تجد الشباب -المتربين في أحضان المدينة وضوضاء العواصم وصخبها المزعج الغير موات للتذوق ولا مساعد علي الإبداع - يقرضون الشعر ويتذوقون الأدب أكثر من غيرهم !!
وماذتك إلا أن عرقا نزعهم وأصلا جذبهم جذبا خفيفا إلي ماضيهم البظاني العريق .!
أما البداة فهم احق بها وأهلها فتراهم مع شغف العيش وقساوة الطبيعة وصعوبة الحياة يتعالون علي كل ذالك بهينمة تارة وغناء وحداء تارات أخري ، خاصة الرعاة في مرابض البادية ومضارب الخيام ، أو في المتاهات والفدافد خلف الإبل وهي مثقلة بالأحمال تتهادي في أعماق الصحراء أوتائهة في المراعي والكلإ .!
أوفي وقت الراحة الشخصية أو اثناء تناول الشاي علي حد قوله '
بادر إلي الكاس واشربها بأنفاس@وخذ من العظم بين الكاس والكاس .!
فالغناء بالنسبة لهم - كغيرهم من الناس - مطلب عزيز وغاية نبيلة وصديق حميم .!
فبالموسيقي والغناء تنتعش النفوس وتسمو الأرواح وترتاح الأفئدة والقلوب ، فتنتقل بك الموسيقي إلي أروقة الذاكرة فترد الماضي حاضرا والحاضر مستقبلا في شعور وجداني جميل ، لتدخل إلي قلبك بسرعة الضوء و بدون استأذان .!
وبخاصة حينما يكون الصوت رخيما والموسيقي جميلة فيتكون بذالك إيقاع موسيقي متناغم فريد فتهتز له الأسماع وتطرب له النفوس كماهو الحال عند سماع الفنان الراحل ولد عو وهو يصدح بصوته الساحر العجيب :
ألاقل الأرباب المخائض أهملو@ لقد تاب مماتعلمون يزيد
وإن امرءا ينجو من النار بعدما@تزود من أعمالها لسعيد
يقول ابن خلدون : "إن أحد مؤشرات سقوط الحضارات كان تدني الحس الغنائي الموسيقي في المجتمع "
الله بلطف ...!!
والحر طروب بطبعه والشعب الطروب لن يهن ولن يموت
بله أن يستكين لعاديات الزمن وفته المتلاحقة الكثيرة .!
والشخص الذي لا يتجاوب مع الأنغام الرقيقة ولا يتأثر بالألحان العذبة صخرة صماء وجلف غليظ لاذوق ليه ولا إحساس ولا يعرف إلي الوجدانيات والروحانيات سبيلا ..!!
وإذاكان بعض الناس يقول إن سماعه للموسيقي يذهب به كل مذهب فيذكره الأحبة والخلان وأيامه الخوالي .!
بل يذكر الدار الآخرة والحشر والنشر وأهوال يوم القيامة وأحواله من حساب وعقاب وقوف بين يدي خالق الإنسان والموسيقي والعلاقة الروحية الحميمية بينهما ،
فإن العلا مة محمد الحسن ولد أحمدو الخديم يقول :
يللي متنهول تارك كول@العلم ومكذب لهوال
إل عاد ال من عزت هول@مزالو كدامك لهوال
اللهم بك سلم سلم
عمتم مساء